أبرز سفير الملك لدى أستراليا، كريم مدرك، الدور الريادي للمغرب في مجال الهجرة باعتباره أول بلد في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا يعتمد سياسة جديدة للهجرة وفق مقاربة إنسانية مندمجة وشاملة.
جاء ذلك في كلمة مدرك خلال حفل “Sound of Terra”، وهو حدث نظمته، بشكل مشترك، السلطات المحلية في ليفربول و “MRC Western Australia” وجمعية “Sumer”، في إطار الاحتفال بأسبوع اللاجئين.
وعرف الحفل، الذي أقيم في “مركز كاسولا باورهاوس للفنون” بضواحي سيدني، مشاركة حوالي 300 شخص، من بينهم عدة شخصيات سياسية أسترالية من عالم الأعمال والإعلام، وكذا ممثلين عن مجتمعات عرقية مختلفة تعيش في منطقة سيدني. وبهذه المناسبة، ذكر الدبلوماسي المغربي بأن المملكة، فضلا كونها بلد هجرة وعبور، أصبحت أرض استقبال فعلية للمهاجرين الأفارقة ومن بلدان جنوب الصحراء، مؤكدا التزام الملك محمد السادس الدائم من أجل تحسين ظروف عيش الكثير من المهاجرين، وخاصة الأفارقة، الذين وجدوا الملاذ والاستقرار وظروف العيش الملائمة في المغرب، مستفيدين بذلك من تقاليد الضيافة والمساعدة والتضامن من قبل المملكة تجاه اللاجئين.
وسلط مدرك، في هذا الصدد، الضوء على الركائز الأساسية للاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، والتي تنقسم إلى أربعة أهداف استراتيجية، وهي: تسهيل اندماج المهاجرين الشرعيين، وتأهيل الإطار التنظيمي، ووضع إطار مؤسساتي ملائم، وتدبير تدفقات الهجرة في احترام لحقوق الإنسان.
وقال إن السياسة المغربية في مجال الهجرة ما هي إلا تطبيق للمبادئ الواردة في دستور المملكة، الذي يمنح المهاجرين نفس الحقوق التي يتمتع بها المغاربة.
وفي معرض حديثه عن التجربة المغربية في مجال الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للاجئين، شدد الدبلوماسي على دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في الاندماج السوسيو- اقتصادي للاجئين في المغرب، مذكرا بمختلف الشراكات الموقعة بهدف تسهيل ولوج اللاجئين إلى التكوين المهني والشغل وإحداث تعاونيات ووضعية المقاول الذاتي.
وأشار سفير الملك إلى أنه في ظل السياق الصحي الاستثنائي الناجم عن وباء كوفيد-19، قام المغرب بشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بمبادرتين مهمتين من أجل اتخاذ إجراءات ملموسة، لا سيما التقييم الشامل للتداعيات الاجتماعية والاقتصادية للجائحة على اللاجئين وإبرام اتفاق شراكة بين المجلس الوطني لهيئة الأطباء، لتسهيل الولوج إلى الرعاية الصحية خاصة لطالبي اللجوء واللاجئين.
ومن جهة أخرى، أشار مدرك إلى أن الأمل يولد في كثير من الأحيان من رحم المعاناة، مستشهدا ببعض قصص النجاح في تجارب اللاجئين الذين أصبحوا أبطالا للعالم في الرياضة أو شخصيات مؤثرة في العديد من المجالات في مختلف أنحاء العالم. كما استشهد، على سبيل المثال، بحالة ألفونسو ديفيز، المولود لأبوين ليبيريين في مخيم للاجئين في غانا، والذي أصبح أحد أفضل لاعبي كرة القدم في بايرن ميونيخ، والإريتري إفريم جيدي، الذي تحدى كل التوقعات ليفوز ضمن منتخب إيرلندا بميدالية في بطولة أوروبا للعدو الريفي، وحالة “DyspOra”، الشاب المنحدر من جنوب السودان، الذي لم يكن يتحدث ولو كلمة واحدة باللغة الإنجليزية لدى وصوله، وفاز بجائزة “South Australian Music Awards” لأفضل فنان من فئة الذكور في سنة 2017.
وتميز هذا الحفل بتقديم عدة عروض موسيقية، كان من أبرزها عرض فرقة كناوة “أصوات الصحراء” التي تأسست بتعاون بين “طبول الصويرة” و “جوليان بلبشير”، والتي نجحت في إثارة إعجاب الجمهور بأغانيها وإيقاعاتها التي تمزج بين التأثيرات الإفريقية العريقة، والعربية المسلمة وكذا الثقافة الأمازيغية، ووجدت صدى لها حاليا حتى في أستراليا.
تعليقات الزوار ( 0 )