أكدت سفيرة المملكة المغربية لدى إثيوبيا وجيبوتي نزهة علوي محمدي، الأربعاء بأديس أبابا، أن المغرب انخرط، تحت قيادة الملك محمد السادس، منذ فترة طويلة في تعزيز علاقاته التاريخية والثقافية والسياسية والاقتصادية مع دول الجنوب من خلال الارتقاء بالتعاون مع البلدان الإفريقية إلى مستوى شراكة حقيقية للعمل والتضامن.
وسلطت علوي محمدي، خلال مشاركتها في اجتماع حول موضوع “تعزيز فهم والاعتراف بالتاريخ والثقافة الإفريقية” في إطار تخليد اليوم العالمي لإفريقيا، الضوء على مجموعة الدار البيضاء، التي تم إحداثها في بداية الستينيات، والتي جمعت الدول التي تتقاسم رؤية لمستقبل إفريقيا والوحدة الإفريقية، حيث كان القاسم المشترك بينها يكمن في الإيمان بالحاجة إلى وحدة سياسية لإفريقيا وضرورة إحداث اتحاد على الصعيد القاري.
وأشارت السفيرة إلى أن القادة الأفارقة الأوائل اعتقدوا أن اندماجا قويا سيمكن إفريقيا من التحرر من الاستعمار وإرساء السلم وتعزيز الحوار بين الثقافات وزيادة التأثير الجيوسياسي للقارة والشروع في تنميتها الاقتصادية.
وهكذا، تضيف علوي محمدي، استضافت مدينة الدار البيضاء، في يناير 1961، رؤساء البلدان الإفريقية، الذين اعتمدوا ميثاق الدار البيضاء الذي مهد لإحداث منظمة الوحدة الإفريقية، التي شارك فيها المغرب بشكل فعال، موضحة أنه منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، عمل المغرب على الدوام من أجل شراكة محددة ومتجددة في إطار ثنائي وشبه إقليمي وإقليمي ومتعدد الأطراف داخل أسرته المؤسسية، القارة الإفريقية.
وأبرزت أن المغرب انخرط أيضا، منذ حصوله على الاستقلال، في تعزيز علاقاته التاريخية والثقافية والسياسية والاقتصادية مع دول الجنوب، مؤكدة أن العمل الدبلوماسي المغربي حدد لنفسه هدفا يتمثل في الارتقاء بالتعاون مع البلدان الإفريقية إلى مستوى شراكة حقيقية نشطة وتضامنية.
وأوضحت في هذا الصدد أن عودة المملكة إلى أسرتها المؤسسية، الاتحاد الإفريقي، في عام 2017، يعد إنجازا سياسيا استراتيجيا وخطوة مركزية وحاسمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تعكس بوضوح أن المغرب يستحق استعادة مكانته داخل الاتحاد الإفريقي.
وأضافت أنه إذا كان التعاون شمال-جنوب يعد أساسيا لتنمية بلدان الجنوب، فإن التعاون جنوب-جنوب يظل ركيزة رئيسية وأساسية للاندماج الاقتصادي، على اعتبار أنه يشكل رافعة حقيقية للنمو من شأنها توفير آفاق حقيقية لتنمية البلدان المعنية.
كما أكدت علوي محمدي أن المملكة جعلت التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي من أولويات سياستها الخارجية. وقالت في هذا الصدد إن المغرب، الذي أدرج هذا التعاون في ديباجة دستوره الجديد، وانطلاقا من رؤية ملكية طموحة واستشرافية، قد ضاعف المبادرات والإجراءات الرامية إلى تعزيز هذا الشكل من التعاون، لا سيما مع شركائه الأفارقة، وارتقى به إلى مستوى شراكة حقيقية في خدمة قضية التنمية.
ومن هذا المنظور، تضيف الدبلوماسية المغربية، قام الملك محمد السادس ، بعدة زيارات إلى القارة الإفريقية منذ توليه العرش، مما أعطى دينامية جديدة للعلاقات مع العديد من الدول الإفريقية، وقدم دفعة قوية للتعاون جنوب-جنوب، الذي اتخذته المملكة خيارا استراتيجيا للمساهمة في إرساء السلم والأمن والاستقرار في هذه الدول.
وأوضحت أن المغرب ارتقى بعلاقاته مع بلدان إفريقيا عبر إطلاق دينامية جديدة تجعل من المملكة شريكا ملتزما وعازما على مواجهة تحديات السلم والأمن والتنمية في مختلف بقاع إفريقيا.
وأبرزت في هذا السياق أن ” المملكة تكرس كل طاقتها، وتعبئ كل جهودها وتتقاسم خبراتها خدمة للمشاريع المهيكلة من قبيل مشروع خط أنابيب الغاز إفريقيا-الأطلسي، الذي يربط نيجيريا بالمغرب عبر بلدان غرب إفريقيا، وكذا نظام عرض الأسمدة، الذي وضعته المملكة لتلبية احتياجات المزارعين الأفارقة، والذي يحمل آمال إنتاج محاصيل أفضل وتعزيز الأمن الغذائي.
كما ذكرت بأن المغرب لطالما كان في طليعة النهضة الثقافية للقارة الإفريقية، التي انطلقت في ستينيات القرن الماضي، بعد الحصول على الاستقلال من القوى الاستعمارية الأوروبية، موضحة أن القادة الأفارقة أدركوا خلال هذه الفترة ضرورة إعادة بناء هويتهم الثقافية، التي تآكلت بفعل سنوات من الاستعمار.
وتميز هذا اللقاء ، الذي نظمته اليونسكو بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي والمنظمة الدولية للفرنكوفونية وسفارة المملكة في أديس أبابا، بحضور عدد من المسؤولين الإثيوبيين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في إثيوبيا وشخصيات أخرى.
تعليقات الزوار ( 0 )