Share
  • Link copied

سـد “قـدوسة”.. هـل يـتحول “مـلف الـمياه” إلـى سـاحة حـرب جـديدة بـين الـمغرب والـجزائر فـي شـمال إفـريقيا؟

أثار تقرير لموقع أوريان 21 (orientxxi) الفرنسي مخاوف بشأن تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر، خاصة في ملف المياه الشائك، حيث طرح الموقع تساؤلات جدية حول احتمال اندلاع “حرب مياه” بين البلدين الجارين.

وبحسب التقرير، فإن هذه الأزمة تفاقمت مع بناء المغرب لسد “قدوسة” في منطقة حدودية متنازع عليها، مما أثر بشكل مباشر على تدفق مياه وادي غير الذي يغذي مناطق زراعية وحضرية في الجزائر.

ويعد سد قدوسة، الذي دخل الخدمة في عام 2021، أحد المشاريع المائية الكبرى التي أقامها المغرب في منطقة وادي غير، الذي يمتد على أكثر من 400 كيلومتر ويصب في الجزائر.

وقد أدى تشغيل السد إلى انخفاض حاد في تدفق المياه نحو بحيرة سد “جرف طوبة” الجزائرية، التي كانت تُغذي نحو 200 ألف نسمة في مدينة بشار والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى ري حوالي 5 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية في منطقة عبادة.

وقد تفاقمت الأزمة بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه في وادي غير بشكل كبير. ومع تشغيل سد قدوسة، أصبحت مدينة بشار تعاني من نقص حاد في المياه، مما دفع السلطات الجزائرية إلى تنفيذ مشروع ضخم لنقل المياه من منطقة “قطراني”، الغنية بالمياه، إلى بشار عبر مسافة تصل إلى 200 كيلومتر.

وصفت وسائل الإعلام الجزائرية مشروع نقل المياه بأنه “عملية فخر وطني”، حيث تم الترويج له على نطاق واسع كرد على “التحدي المغربي”.

وقد اتهمت الجزائر المغرب بشكل غير مباشر بتعطيل التوازن البيئي في المنطقة، مما أدى إلى كارثة بيئية تمثلت في جفاف بحيرة جرف طوبة وفقدان عشرات الآلاف من الأسماك، بالإضافة إلى تدمير موطن للطيور المهاجرة.

وعلى الصعيد الدولي، رفعت الجزائر القضية إلى منصات دولية، حيث انتقد وزير الموارد المائية الجزائري، طه دربال، خلال مشاركته في المنتدى العالمي للمياه في بالي، “التصرفات غير المسؤولة” لدولة مجاورة (في إشارة إلى المغرب) والتي أدت إلى تعطيل التوازن البيئي.

كما أعاد التأكيد على هذه الاتهامات خلال اجتماع في ليوبليانا بسلوفينيا حول اتفاقية حماية واستخدام المجاري المائية العابرة للحدود.

ولا تقتصر تداعيات أزمة المياه على الجانب البيئي فحسب، بل تمتد إلى الجانب الاقتصادي أيضًا. فبالإضافة إلى تأثر الزراعة في منطقة عبادة، تشهد مدينة بشار زيادة في الطلب على المياه بسبب المشاريع الصناعية الجارية، بما في ذلك إنشاء وحدة لإنتاج مركزات خام الحديد من منجم غار جبيلات في تندوف، والذي سيتم نقله عبر سكة حديدية بطول 900 كيلومتر يتم إنشاؤها بتمويل صيني.

ومن المتوقع أن يستهلك هذا المشروع الصناعي كميات كبيرة من المياه، مما يزيد من الضغط على الموارد المائية في المنطقة. وقد بدأت السلطات الجزائرية في تنفيذ مشاريع ضخمة لتلبية هذه الاحتياجات، بما في ذلك بناء محطات لتحلية المياه وإعادة تدوير المياه العادمة.

من جهتها، لم تعلق السلطات المغربية بشكل مباشر على الاتهامات الجزائرية، واكتفت بالإشارة إلى أن سد قدوسة يهدف إلى تنظيم تدفق المياه في وادي بودنيب وري مساحات إضافية تتراوح بين 5 آلاف إلى 6 آلاف هكتار، بالإضافة إلى تعزيز إنتاج التمور.

وقد أشارت الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، التي تدعم المشروع، إلى أن الهدف هو جعل المغرب أحد أكبر منتجي التمور في العالم.

Share
  • Link copied
المقال التالي