هناك نكث كثيرة تسخر من “الإصلاحات” التي تجري بمستشفى السلامة بقلعة السراغنة، وعمرت طويلا دون أن تنتهي، ومنها واحدة ذكرتها امرأة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك في إطار التندر عن هذه المؤسسة، بقولها أنها وضعت حملها فيه والإصلاحات جارية، وابنتها الأن في سن الزواج، دون أن تنتهي هذه الأعمال بهذا المستشفى. فكيف تحولت مؤسسة صحية بنيت في بداية ثمانينات القرن الماضي، من أجل تلبية حاجات المواطنين للاستشفاء، إلى مؤسسة يصفها ناشطون علي فايسبوك بأنها أشبه ب”المقبرة”.
أثارت “أشغال” هدم باب المستشفى الإقليمي “السلامة” منذ يومين حفيظة الكثير من المعلقين على صفحات اجتماعية، بعضها سخر من ذلك وبعضها الآخر اعتبر أنها جزء من أشغال عمرت لسنين طويلة ولا يبدو أن أفق انتهائها يلوح في القريب المنظور. “أشغال” ما تكاد تختفي حتى تظهر من جديد ، حتى ترسخت صورة مستشفى هي أقرب إلى ورش بناء منه إلى مؤسسة صحية من المفترض أن تقدم خدماتها للسكان في جو سليم. تتوقف الأشغال لمدد طويلة ويبقى الاعتقاد أنها جارية نظرا لعدم تغير حال المستشفى، ثم تنطلق من جديد ثم تعاود التوقف بعد مدة، وهكذا الحال منذ سنوات، مع سؤال ملح، ألم تكف ملايير السنتيمات التي أنفقت في إنهاء هذه “الاصلاحات” بالمؤسسة الصحية و تجويد خدماتها؟
“إصلاحات” عمرت لما يقارب 20 سنة دون أن تنتهي
يكاد المتابع للشأن الصحي بإقليم قلعة السراغنة الذي يقارب سكانه 600 الف نسمة، يحار أمام المدة الطويلة لهذه “الأشغال” التي تتواصل منذ حوالي 20سنة، ما جعل البعض يسخر بالقول انها تبحت عن “الكنز” ولا يمكن أن تتوقف إلا بعد العثور عليه. همت هذه “الأشغال” عددا من الأقسام لكنها أثرت كثيرا على سير العمل داخل المستشفى. ورغم أن العديد من المسؤولين الترابيين على الإقليم تتالوا على إدارة الإقليم وكذلك مناديب وزارة الصحة. فإن لا أحد منهم استطاع مواصلة تتبع الأشغال وفرض انتهائها في مدة معقولة. علما ان هذه المدة التي تقارب 20 سنة تكفي لبناء أكثر من مؤسسة صحية جامعية وليس إقليمية فقط على حد تعبير متحدث.
نظمت زيارات لمسؤولين ترابيين بمعية مسؤولين إقليميين على قطاع الصحة بقلعة السراغنة، وبحضور مراسلين صحافيين، الى مستشفى السلامة، وتم تقديم وعود بنهاية الأشغال في مواعيد مقبولة انتهت قبل سنوات، كما ذكر بأنه سيتم إخراج المستشفى في حال جديدة. لكن الذي حصل ان بعض المسؤولين تقاعدوا وبعضهم غادر الإقليم، وغيرهم انتقل للإشراف على مندوبيات الصحة في غير إقليم قلعة السراغنة، وطالت “الاصلاحات”، ولم تنقل المستشفى إلى حلته الجديدة. يطرح هذا الأمر أكثر من سؤال، واحد منها لماذا كل هذا الطول الزمني ومن المستفيد؟
هل غلب الطبع التطبع؟
يرى البعض ممن طلبنا رأيهم بخصوص هذه الأشغال وطولها الزمني، أن الأمر فاق كل تبرير، ولم يعد مقبولا الوضع الذي تعيشه هذه المؤسسة التي فقدت العديد من أدوارها. ليس هذا فقط، يضيف بعض الجمعويين أن ما آل إليه المستشفى من وضع سيء يفاقمه ضعف التسيير وتردي الخدمات التي ترسخت في أذهان مرتفقيه خصوصا وساكنة المدينة عموما. لم تغير الوقفات الاحتجاجية لفئات من المجتمع المدني من الوضع، بل فضل بعض منتسبي هذا المجتمع الانتفاع لنفسه ومقربيه فقط دون الاهتمام بالغير. ولم يملك لا منتخبو المدينة ولا الإقليم القدرة على تغيير الوضع السيء، وحتى المسؤولين الترابيين أو الصحيين لم يقدموا أشياء تذكر لهم. يعلق جمعوي على هذا الحال بمستشفى “السلامة” الإقليمي بأن “الطبع يكتب التطبع”. تنضح التعليقات التي تهم مستشفى “السلامة” والأشغال الجارية في الصفحات الاجتماعية، بكثير من الحسرة على واقع الصحة بالاقليم، وكيف بات المواطنون في الإقليم يفتقدون لخدمات بسيطة به، حيت شبهوه ب”المقبرة” ووصفوا الداخل اليه ب” المفقود”. ويبدو أن هذا الواقع سيطول لسنين في غياب مبادرات من الجهات المنتخبة والوصية و فعلا هادفا من المجتمع المدني
تعليقات الزوار ( 0 )