شارك المقال
  • تم النسخ

سالم عبد الفتاح: انقسامات البوليساريو في المؤتمر 16 ليست سوى الشّجرة التي تخفي الغابة

اعتبر محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن الانقسامات التي ظهرت في المؤتمر الـ 16 لجبهة البوليساريو، ليست سوى “الشجرة التي تخفي الغابة”.

وقال عبد الفتاح، في مداخلة له خلال مشاركته في الندوة التي نظمتها جريدة بناصا مساء اليوم الخميس، بعنوان: “المؤتمر 16 لجماعة البوليساريو.. إلى أين؟”، إن “بروز الخلافات الداخلية سابقة من نوعها، لأن البوليساريو كانت دائما تخفيها”، مضيفاً: “اليوم هذه الجدالات طفت على السطح”.

وتابع المتحدث ذاته: “لأول مرة تفشل القيادة في تقديم مرشح موحد، ولأول مرة يشهد المؤتمر ملاسنات، صدامات ومشاجرات وتوظيف التحشيد القلبي والأهلي والعصبيات”، مردفاً: “هذه الممارسات بدأت تطفو على السطح، وتظهر حتى في المناسبات الرسمية للبوليساريو”.

وأوضح عبد الفتاح، أن “هذه الصدامات ما هي إلا الشجرة التي تخفي الغابة”، مشيراً إلى أن هناك انقساما عميقا على المستوى التنظيمي، تعود جذورخ إلى “فترة التأسيس، لأن هناك خليطا غير منسجم إطلاقا من القيادات من ناحية خلفياتهم المناطقية، فبعضهم ينتمي لأقاليم محل نزاع، وبعضهم ينتمي لمناطق أخرى ليست محل نزاع، وبعضهم ينتمي لجنوب غرب الجزائر، وبعضهم ينتمي لشمال موريتانيا”.

إلى جانب، يسترسل المتحدث: “تنوع حتى الخلفيات الإديولوجية والخلفيات الاجتماعية، نتحدث عن الطلبة تأثروا باليسار المغربي، وعناصر أخرى تأثرت بحركة الكادحين الموريتانية، والبعض كان يعرف نفسه على أنه ناصري وبعثي”، متابعاً: “وفي مرحلة معينة دخلت الأجندات الدولية، وتنوعت ارتباطات العناصر بهذه الأجندات الدولية والاستخباراتية”.

وأشار عبد الفتاح، إلى أنه “بعد عقود من الزمن، هيمنة الجزائر على البوليساريو، وبدأت عناصر موالية للمخابرات الجزائرية، تتحكم في المشهد منذ القضاء على المجموعة المحسوبة على الوالي مصطفى السيد منتصف السبعينات من القرن الماضي”، مستدركاً: “ولكن حتى هذه المجموعة المحسوبة على الجزائر، وهي ليست بالقليلة، وتوسعت كثيرا في العقود الأخيرة، بدأت تتفكك نظرا لانعكاس صراع الأجنحة على تدبير مخيمات تندوف وتدبير ملف جبهة البوليساريو”.

وأبرز المتحدث، أن “هناك مجموعة من الأجهزة الأمنية والعسكرية الجزائرية، تتدخل في مخيمات تندوف، هناك الاستخبارات العسكرية، وقيادة الأركان ممثلة في الناحية الثالثة، وبالتالي قيادات البوليساريو ولاءاتها تتوزع على الأجهزة الأمنية الجزائرية”، مسترسلاً: “لكن الجديد في الأمر، هو تغلغل الجماعات المسلحة المنتشرة في منطقة الساحل والصحراء، بتندوف، من خلال تقاطع مصالح مع الجبهة ومع الجيش الجزائري”.

وذكّر عبد الفتاح، بأن “هذه الجماعات معظمها تم تفريخها في الجزائر إبان العشرية السوداء، وتم توظيفها من قبل الجزائر في المنطقة”، متابعاً: “حينما تم تصدير هذه الجماعات إلى مالي، كانت كل خطوط إمدادها مرتبطة بتندوف”، مبررزاً أن “هذه الأنشطة غير القانونية المرتبطة بالتهريب وخطوط إمداد الجماعات المسلحة، الغرض منها، هو خلق الصناديق السوداء لتمويل أنشطة البوليساريو”.

كما أن عدداً من مسؤولي الجيش الجزائري، والبوليساريو، يهدفون، للربح من خلال هذه “الصناديق السوداء”، التي تعدّ “بيئة خصبة للفساد وللتنافس”، مضيفاً أنها “اليوم من أهم مجالات الصراع بين قيادات البوليساريو، هي صراع حول المواقع المدرة للربح، وطبعا خلف القيادات هناك مسؤولون في الجيش الجزائري”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي