Share
  • Link copied

زيت الزيتون في المغرب: من مائدة الفقراء إلى سلعة الرفاهية.. ارتفاع الأسعار يهدد تراثًا غذائيًا وثقافيًا

في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها المغرب، أصبح “الذهب الأخضر” – زيت الزيتون – الذي يُعتبر عنصرًا أساسيًا في الثقافة والمطبخ المغربي، يواجه تحديات كبيرة تؤثر على إنتاجه وتُهدد بتحويله إلى سلعة فاخرة.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، ارتفعت أسعار زيت الزيتون بشكل كبير خلال العام الماضي، حيث قفزت من 90 درهمًا للتر الواحد (حوالي 8.50 يورو) إلى ما بين 110 و120 درهمًا (10.40 إلى 11.30 يورو)، مسجلة زيادة تتجاوز 30%.

ويعزو الخبراء هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها التغيرات المناخية التي أدت إلى تراجع إنتاج الزيتون في السنوات الأخيرة.

فالجفاف الذي ضرب المغرب أثر بشكل كبير على المحاصيل، حتى في المناطق التي تعتمد على الري، حيث تم تخفيض حصص المياه إلى النصف بسبب انخفاض منسوب المياه في السدود.

وأوضح رشيد بنعلي، رئيس الاتحاد البيني المهني المغربي للزيتون، أن “عدم وجود إنتاج كافٍ هو السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار.

وأضاف، أن “التغير المناخي أدى إلى تراجع كبير في إنتاج الزيتون، والجفاف هو العامل الأساسي وراء هذه الأزمة، حتى في المناطق التي تعتمد على الري تعاني بسبب نقص المياه”.

تأثيرات اقتصادية واجتماعية

وبحسب التقرير، فإن زيت الزيتون ليس مجرد سلعة غذائية في المغرب، بل هو جزء لا يتجزأ من الثقافة المحلية. ويُعتبر المغاربة من أكبر مستهلكي زيت الزيتون في العالم، حيث يحتلون المرتبة السادسة عالميًا في الاستهلاك.

ومع ارتفاع الأسعار، أصبحت هذه السلعة الأساسية بعيدة عن متناول العديد من الأسر، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية في بلد يعاني بالفعل من تحديات اجتماعية واقتصادية.

وفي ظل هذه التحديات، يبحث المزارعون والخبراء عن حلول لمواجهة آثار التغير المناخي، مثل تحسين تقنيات الري وزراعة أصناف أكثر مقاومة للجفاف. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي يظل مقلقًا، خاصة مع توقعات باستمرار انخفاض الإنتاج في السنوات المقبلة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

وتحول زيت الزيتون من سلعة يومية إلى سلعة فاخرة في المغرب هو مؤشر صارخ على تأثيرات التغير المناخي التي لا تقتصر على البيئة فحسب، بل تمتد إلى الاقتصاد والحياة اليومية للمواطنين.

ويتطلب هذا الوضع تدخلًا عاجلًا من السلطات والخبراء لإنقاذ “الذهب الأخضر” والحفاظ على مكانته كرمز للتراث والثقافة المغربية.

وفي الوقت الذي يواجه فيه المغرب تحديات مناخية متزايدة، فإن حماية قطاع الزيتون يُصبح ضرورة ملحة ليس فقط للحفاظ على الاقتصاد المحلي، ولكن أيضًا لضمان استمرارية عنصر أساسي من الهوية المغربية.

Share
  • Link copied
المقال التالي