شارك المقال
  • تم النسخ

زيارة وزير خارجية روسيا إلى المغرب.. رد على إشاعات الجمود أو خوف جزائري؟

في سيق التحضير للمنتدى الروسي العربي للتعاون على مستوى وزراء الخارجية، يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، المغرب في زيارة رسمية يومي الأحد والإثنين المقبلين، حسب ما أعلن عنه الموقع الرسمي للخارجية الروسية، وأكده ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، صباح يوم أمس الثلاثاء.

رد على ادعاءات الجمود في العلاقة بين البلدين

وتعليقا على الزيارة المرتقبة، قال جواد القسمي، باحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية المعاصرة إن ‘’زيارة وزير الخارجية الروسي للمغرب قبيل منتدى التعاون الروسي العربي بمراكش في 15 من هذا الشهر والذي كان مقررا له الانعقاد في 28 أكتوبر الماضي قبل تأجيله لأجل غير مسمى من الجانب الروسي، وبعد زيارته لإسرائيل وفلسطين والجزائر ، تستدعي القراءة في سياقها ودلالاتها’’.

وأضاف القسمي في حديثه لبناصا أنه ‘’من حيث التوقيت فهي تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الجزائرية توترا كبيرا وصل حد قطع الأخيرة لعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وتأتي كذلك بعد الاتفاقيات الأمنية التي وقعها المغرب مع الجانب الإسرائيلي والجدل الذي خلفته هذه الاتفاقيات.

مضيفا أن هذه الزيارة ‘’تطرح العديد من التساؤلات حول الدوافع والمرامي. هل هي زيارة لتطوير أوجه التعاون بين المغرب وروسيا في مجالات مختلفة؟ أم أن الأمر يتعلق بالأزمة المغربية الجزائرية ومحاولة لعب دور معين بحكم العلاقات القوية مع الجانب الجزائري؟ أم أنها تدخل في إطار رغبة روسيا التواجد في مختلف الأزمات الدولية والإقليمية من منطق الدفاع عن المصالح والظهور بمظهر القوى العظمى التي تنافس قوى أخرى على النفوذ؟’’.

وأكد الباحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية المعاصرة أن ‘’هذه الزيارة الرسمية للحليف التاريخي للجزائر تأكيد على مكانة المغرب وما أصبح يحظى به من أهمية لدى القوى الكبرى، وموقعه والدور الذي يلعبه كإحدى الدول المؤثرة في القارة الإفريقية حيث الاهتمام والتنافس الدولي الكبير. وهو رد ثان يأتي بعد رد الخارجية الروسية على الادعاءات التي أطلقتها وسائل إعلام موالية للنظام العسكري في الجزائر بشأن جمود وبرود العلاقات المغربية الروسية’’.

البرغماتية الروسية

وأوضح القسمي أن ‘’الزيارة تؤكد على أن روسيا تتعامل ببراغماتية واضحة محكومة بمنطق الربح والخسارة، فرغم العلاقات المتقدمة مع النظام الجزائري فروسيا لم تقطع حبل الود مع المغرب، وهذا يستشف كذلك من صيغة ” شركائنا المغاربة” التي استعملها نائب وزير الخارجية المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا عند الاعلان عن الزيارة، كما أن عدم استعمال حق النقض الفيتو ضد القرار 2602 حول الصحراء المغربية والاكتفاء بالتحفظ، ضد الرغبة الجزائرية يدخل كذلك في نفس الخانة’’.

مبرزا في ذات السياق أن ‘’الحديث عن دور محتمل لروسيا في رأب الصدع في العلاقة المتوترة بين المغرب والجزائر، فالراجح حسب اعتقادنا أن روسيا ليست راغبة ولا مستعدة للعب هكذا دور، خصوصا وأن هذا التنافس بين البلدين يعد محركا للجزائر ودافعا لها لتكون أول مستورد وزبون للسلاح الروسي في القارة الإفريقية، إضافة للدور المحتمل للجزائر في عرقلة مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب في اتجاه أوربا، لأنه ببساطة قد تتضرر روسيا من هذا المشروع إذا تعتبر المورد الرئيسي لأوروبا بالغاز، فأي تقارب بين المغرب والجزائر لن يصب حتما في مصلحة روسيا’’.

الخوف من التحالف المغربي الإسرائيلي

وقال الباحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية المعاصرة إن ‘’الزيارة قد تكون رغبة جزائرية يغذيها الخوف من الاتفاقيات الأمنية الإسرائيلية مع المغرب، وهذا أمر وارد حيث تأتي الزيارة للمغرب بعد زيارة إسرائيل، لكن يجب التأكيد على أن رؤية كل من روسيا والجزائر لإسرائيل مختلفة : فالجزائر حسب التصريحات والشعارات تجاهر بالقطيعة مع إسرائيل، في حين أن الأمر ليس كذلك بالنسبة لروسيا حيث تعد من الدول التي أنشأت اسرائيل وساندتها بشكل واضح وعلني، ولم تقف ضد انتهاكاتها في مجلس الأمن’’.

وأنهى القسمي حيثه لبناصا بالقول ‘’يبقى السؤال حول ما إذا كانت الجزائر ستحضر لمنتدى التعاون الروسي العربي الذي سنعقد في مراكش على مستوى وزراء الخارجية العرب، وتلبية طلب وزارة الخارجية الروسية في ظل التوتر الحاصل في العلاقة بين البلدين، أم أنها ستفضل عدم الحضور’’.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي