شرع جيرار لارشير، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية، يومه (الأحد) استجابةً للدعوة التي وجهها محمد ولد الرشيد، رئيس غرفة مجلس المستشارين بالمغرب، وذلك في إطار جهود تعزيز التعاون البرلماني وبناء جسور الصداقة بين البلدين.
ورافق لارشير في هذه الزيارة، وفد برلماني مميز، شمل عددًا من الشخصيات البارزة. فقد كان من بين الرفاق السيناتور كريستيان كامبون، رئيس مجموعة الصداقة بين فرنسا والمغرب، والسيناتور سيدريك بيران، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة.
كما رافقه السيناتور هيرفي مارسيليا ونائبة السيناتورة كورين فيريت، وكلاهما من نائبي مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية، ويعكس هذا التشكيل اهتمامًا مشتركًا على أعلى المستويات بتعزيز الحوار والتعاون الثنائي بين البرلمانات في البلدين.
وبدأت الزيارة في العاصمة الرباط، حيث التقى لارشير بعدد من المسؤولين المغاربة البارزين. فقد عقد لقاءً مثمرًا مع محمد ولد الرشيد، رئيس غرفة المستشارين، كما التقى أيضًا برئيس مجلس النواب رشيد طالبي العلّامي.
وأكد اللقاءان على أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية وتطوير آليات الحوار الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
كما شملت الأجندة لقاءات مع رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش ووزير الخارجية، والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في إطار تبادل وجهات النظر حول سبل تعميق التعاون الثنائي.
وفي خطوة تتسم بالدلالة السياسية، سيتوجه لارشير في يوم 25 فبراير إلى مدينة العيون. وجاء ذلك لتسليط الضوء على الموقف الجديد الذي تعتمده فرنسا فيما يتعلق بالصحراء المغربية والذي يؤكد أن حاضر ومستقبل الإقليم يقع ضمن إطار السيادة المغربية.
وخلال هذه الزيارة، سيلتقي لارشير مع رئيس الإقليم ورئيس المجلس البلدي لمدينة العيون، وسيلقي خطابًا يشير فيه إلى أهمية دعم المشاريع التنموية والاجتماعية والاقتصادية التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وستشمل الزيارة تفقد عدة مشاريع اجتماعية واقتصادية تعتبر من الركائز الأساسية لتطوير البنية التحتية وتنمية الإمكانات المحلية في مدينة العيون والمناطق المجاورة.
وقد جاءت هذه الزيارة في سياق جملة من الإجراءات الدبلوماسية التي تسعى إلى تعزيز صورة المغرب كمركز إقليمي للاستقرار والتنمية، وفي نفس الوقت تأكيد العلاقة الاستراتيجية مع فرنسا.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة. إذ تعتبر العلاقات المغربية الفرنسية محورًا هامًا في السياسات الخارجية لكل من البلدين، لما لها من تأثير في مجالات الأمن والدفاع والتجارة والثقافة.
كما تعكس الزيارة رغبة مشتركة في تجاوز العقبات وتذليل التحديات التي قد تواجه التعاون الثنائي، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية المستمرة.
وتُعد الزيارة الرسمية لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي إلى المغرب خطوة دبلوماسية جريئة تعكس عمق العلاقات بين البلدين. فقد شهدت الأيام الماضية لقاءات ومباحثات هامة على أعلى المستويات، من العاصمة الرباط إلى أرجاء الصحراء المغربية.
تعليقات الزوار ( 0 )