يشارك الكاتب والباحث المصري في الحركات الإسلامية، مصطفى زهران، بكتابين في معرض القاهرة الدولى للكتاب، في دورته الـ 52، في الفترة من 30 يونيو بكتابين جديدين هما باكورة إصداراته في موضوع الحركات الإسلامية في نسختها “الجهادية” و”الصوفية”.
وحمل الكتاب الأول عنوان “زمن الجائحة..صعود وهبوط الإسلاميين”، والثاني بعنوان “إفريقيا.. الصعود الجهادي”.
واعتبر الباحث زهران أن العالم يتغير بصورة متسارعة، وفي القلب منه يتغير المشهد الإسلامي، تصعد قوى، وتخبو أخرى، تتغير خريطة التنافسات والصراعات، يتأزم واقع جماعات، وتنفرج أزمة أخرى، حتى شكل وطبيعة تلك التنظيمات والحركات يتغير، والتغيير الأكبر يشمل الخطابات التي إن لم تواكب الزمن المتسارع ستخرج من دائرته وتصير جزءًا من الماضي.
وفي سياق تعريفه بما سيتضمن كتابه، يذكر زهران أن هذا الكتاب “يرصد إرهاصات التغيير القادم، وعناصر المشهد التي تصيغ أزمة واقعه ومآلاته، ويواكب ما يطرأ على المشهد من عناصر قد تبدو للبعض عابرة وهي أساسات لمشهد جديد كليا سيفرض نفسه علينا عما قريب”.
وعلاوة على المسار العالمي المتغير في الأساس، فهناك الفضاء العالمي في ظل كورونا الذي شهد تغيرا دراماتيكيا وفجائيا أربك العالم أجمع، وألقى بظلاله المربكة على سياساته، وضمن هذا الفضاء تشكلت مشاهد ومآلات جديدة كان علينا قراءتها.
يبدأ الباحث من القاهرة لأنها المدينة التي تبدأ منها كل الطرق، فقد كانت على الدوام الحاضرة التي تختمر فيها الأفكار، ويشتعل منها وهجها لتنتشر في العالم أجمع، ومنها بدأ مشهد الإسلام السياسي، ويبدو أن مدينة الألف عام لها سلطة معنوية ممتدة في ضمير العالم الإسلامي.
من القاهرة يحلل زهران الواقع الجديد للمشهد الإسلامي، بدء من الخطاب الدعوي والقوى الصاعدة فيه وخلفياتها الدينية والتاريخية، من الشيخ جابر البغدادي إلى العشيرة المحمدية وأزمة الواقع الصوفي، إلى دعاة السوشيال ميديا.
ثم من القاهرة، أيضا، يبدأ في تحليل المشهد السياسي العام، مسجلا أثر التقارب المصري التركي على ساحة العمل الإسلامي، ورهانات الإخوان، ومآلات الانتقال بين إدارتي ترامب وبايدن، والمشهد الصوفي في السودان، وتجارب الإسلاميين الحركيين من المغرب إلى إندونيسيا.
ثم يقرأ بعناية ما طرأ على مشهد الجماعات الجهادية، والتهديدات المحتملة على الخليج العربي، ومآلات الوضع في كل من الساحل الإفريقي، والشرق الآسيوي، ووضع كل من داعش والقاعدة وطالبان في المشهد العالمي.
هذا كله مع تسليط الضوء على الاستراتيجيات والمآلات المستقبلية في هذا الفضاء المحموم بالتغيير.
في سياق متصل يأتي الكتاب الثانى للباحث المصري مصطفى زهران أفريقيا ..الصعود الجهادى ،ليرصد بدقــة قصــة الصعــود الجهــادي فى أفريقيــا، ويوضــح مـا غـاب عـن الكثيريـن مـن البدايـات والمـؤشرات، ونتعقـب آثــار الصعــود السريــع ودالالتــه ومآلاتــه.
مــن شرق القــارة الســمراء إلى غربهــا، ومــن جنوبهــا وصــولا إلى الســاحل، مــع غنيمــة الذهــب المتوهــج، وحلــم الخلافــة الأثــر، ومخيلــة الجهاديــن، وخطابــات القــادة، واســراتيجيات الدعــم والتمويــل، تحليلا للسياســات والأزمــات الكامنــة فى بنيــة دول الســاحل والصحــراء.
يحكى الكتاب قصــة مثـيـرة للاهتمــام لصعــود شــغل العــالم واســتنفار متابعتــه، حيــث مثلــت تلــك الغــزوات التــي قــام بهــا الجهاديــون فى الشــرق والغــرب والســاحل، والآثار المترتبــة عليهــا بعــد خطــيرا طــرأ لأول مــرة عــلى القــارة الســمراء.
ويبدو أن الباحث لا يربط يربــط الأمورم جزافــا، أو أن يســتبق الأحداث، أو أن يقـدم عناويـن براقـة لا تحمـل محتـوى معـرفي منهجـي رصـين، لـذا قدم الكتاب الكثيـر مـن التفاصيـل الوافيـة والمعطيـات الدقيقـة للمسـاهمة فى بنـاء مشـهد الصعـود الجهـادي، وفهـم أكبـر لآلياتـه وفضـاءه الـذي تحـرك فيـه.
ويذكر زهران في مقدمة كتابه : لم نغفــل أن يكــون كتابنــا بعيــد أيضــا عــن التنظيــرات الأكاديميــة، قريــب مــن الواقــع، يحــرك مخيلــة القــارئ ويــثري معارفـه، ويضـم إلى المكتبـة العربيـة محتـوى جديـد لم يصـل إليهـا مــن قبــل.
والجدير بالذكر أن مصطفى زهران باحث في الحركات الإسلامية والصوفية الطرقية له الكثير من المقالات والدراسات والأبحاث التى تتناول الظاهرة فيما يقرب من الـ25 كتاب بمشاركة باحثين وترجمت أعماله إلى الإيطالية والتركية والإنجليزية، ويعد الكتابان الأخيران باكورة إصداراته الفردية دون مشاركة مع باحثين آخرين.
تعليقات الزوار ( 0 )