وجه قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، التابع لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والذي يرأسه إدريس اعويشة، الأربعاء الماضي، مراسلة إلى رؤساء الجامعات المغربية، بشأن وضع نظام للترية الدامجة لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة أو في وضعية خاصة، طلب فيها إرساء وتعزيز برامج التكوين والبحث العلمي في مجال التربية والتكوين لصالح الفئة المذكورة.
ودعت الوزارة في مراسلتها، رؤساء الجامعات، إلى “إدراج بُعد الإعاقة في برامج التعليم العالي والبحث العلمي وخلق تكوينات إجازة في التربية الدامجة، بالمؤسسات التابعة لجامعتكم بما فيها المدارس العليا للتربية والتكوين وكلية علوم التربية”، وذلك في إطار “تنزيل مقتضيات القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، لا سيما المادة 25 منه، وطبقاً للمادة 3 من القانون 01.00 المتعلق بتنظيم التعليم العالي”.
وبعد المراسلة الوزارية، والتي اتضح من خلالها بأن الجهة الوصية على قطاع التعليم، تراعي الوضعيات الخاصة، خرج زكرياء عطيف، ليكذب الأمر، بعدما أكد في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي بأنه حرم من متابعة الدراسة بسبب الإعاقة، و”لم تشفع لي القوة القاهرة والعجز التام عن الحركة في سلوك نمط التكوين عن بعد، من باب أولى، بسبب الإعاقة الدائمة المثبتة بشهادة من وزارة الأسرة وشواهد طبية من وزارة الصحة”، حسب قوله.
وتابع عطيف في التدوينة ذاتها، بغضبٍ:”الآن يحدثونك عن التربية الدامجة والوضعيات الخاصة”، مردفاً:”منك العوض يا رب فالظن بك لا يخيب، أما سقف التوقعات في مسؤولينا فلا يغذي أملا ولا يمنح رجاء ولو كان الأمر يتعلق بحق مقرر في النصوص التشريعية”.
وواصل الشخص نفسه، سرده لقصته في تدوينة ثانية، حيث أوضح بأنه كان مسجلا “في سلك الماستر برسم السنتين الجامعيتين 2015-2016، و2016-2017، وما يليهما من سنوات استدراك بكلية الحقوق بفاس ماستر القانون العقاري والحقوق العينية الفوج الأول.. شاءت الأقدار أن أمرض ليلة امتحانات الأسدس الثاني ودخلت في حالة غيبوبة لأيام استفقت بعدها لأجدني في حالة شلل”.
وأكد زكرياء بأنه كان مواظباً على “حضور كل حصص العام الأول واستوفيت السداسي الأول منه، ولم يتبقى لي سوى السداسي الثالث والرسالة، لكن ظروفي الصحية منعتني من اجتيازهما في حينه بسبب الاستشفاء الذي دام أشهراً متتالية بين المصحة الخاصة، والمستشفيات العمومية والطب العسكري، ولي من الأدلة كل ما يثبت ذلك من ملف طبي متكامل وشواهد طبية كما أن من زارني في البيت وفي المستشفى يمكنه تأكيد حالتي، فالمرض ماكايتخباش، كما يقال خصوصا إن تعلق الأمر بإعاقة”.
واسترسل الشخص في التدوينة نفسها:”توالت السنوات والوضع على نفس المنوال؛ تنقل بين المستشفيات والمنزل وحصص للترويض، وغيرها من الإجراءات الصحية التي منعتني من الخوض في ملف الدراسة آنذاك.. إلى أن أقرّ الأطباء بأن حالتي تحتاج لمعجزة من أجل الشفاء التام فمضيت في رحلة أخرى لمعالجة مضاعفات المرض من اعوجاج قدمين والتهابات، وطفوح جلدية و غيرها، والتي ما زالت مستمرة إلى اليوم”.
وأشار زكرياء إلى أن حالته المرضية مثبتة “بشهادة من وزارة الأسرة تؤكد إعاقتي الحركية الدائمة، والتي أحتاج فيها لمرافق إن وددت التنقل، مع العلم أني لحدود الساعة لا أقوى على الجلوس في كرسي متحرك، ما يعني أنه في تنقلاتي، ينبغي أن أحمل من طرف شخصيْن على الأقل ولا بد من سيارة للإسعاف حتى أبقى ممدا على ظهري، كما أن كل خرجاتي لا تكون سوى للمستشفى لعلاج أعراض المرض، كل هذا دون الحديث عن نفسية المريض، والتي تتبدل عند أول عارض غير مخطط الحدوث وما يتبعه من تفاصيل مرهقة”.
ونبه الطالب إلى أنه “رغم كل شيء، و رغم هذا الوضع الصحي الخاص، عدت في ظل هذه الظروف للتمسك بملف دراستي، لكنني للأسف لم ألق التعاون الذي كنت أبتغيه من لدن الإدارة، التي كنت آمل أن تراعي القوة القاهرة التي حالت دون إمكانية حضوري للكلية، واجتياز الامتحانات لكن بدون فائدة، و لم أكُ أسمع سوى بعض الأصداء الطيبة من لدن بعض الأساتذة الذين قدروا الظروف لكن زمام العلاقة بيني وبين الإدارة لم يكن لهم سبيل للتدخل فيها والذين أحترمهم على كل حال”.
وشدد على أنه “في كل مرة كنت أراسل فيها الإدارة، كنت أتلقى بعض الوعود للنظر في وضعي الخاص لكن يبدو أنها لم تكن سوى وعود تسويفية بما يفيد ضبر راسك ماعندنا مانديرو لك”، مسترسلاً:”حاولت التعامل بحسن نية، خصوصا مع حلول جائحة كورونا، والظروف التي فرضتها وراعيت أن ما حل بالجميع سبق له أن حل بي منذ أول يوم استشفاء بعدما فاجأني المرض، بحثت عن مبررات لعدم معالجة وضعيتي كالقول بأن وقع الصدمة كان كبيراً، وخلف آثارا على الأسوياء الأصحاء فما بالك بالناس المرضى والأشخاص في وضعية إعاقة وأن الخطط تتبدل وبأن القيمة للأولويات التي باتت بفعل الجائحة على شفى حفرة”.
واستطرد الشخص نفسه، بأن السيل بلغ الزبى، “عندما تقرر التكوين عن بعد واجتاز طلبة الماستر امتحاناتهم دون الحضور للكلية، وهو أكبر العراقيل التي حالت دوني و دون اجتياز ما تبقى لي من امتحانات، أما ما تواجهني به الإدارة من كوني لم أعد مسجلا بالماستر فغير ذي أساس، إن نحن علمنا أنه من حقي الاستفادة من وقف الآجال على اعتبار القوة القاهرة التي كنت فيها وما زلت، فوضعيتي في الماستر كانت موقوفة التنفيذ وحالة الطوارئ الصحية على سبيل القياس نصت في مادتها السادسة قبل التعديل على وقف سريان الآجال عندما حل الوباء”.
وأردف زكرياء: “المعروف أن خدمة الطالب هي أساس تولي المناصب الإدارية، والأحرى أن تكون مواقع المسؤولية مقررة لتدبير الحالات الطارئة والتعامل معها بالكيفية التي تكفل لأصحابها نفس حقوق الطالب في الوضعية العادية، خصوصا وأني مقتنع بأن حلحلة ملفي الدراسي ممكنة بمقتضى كل ما درسناه عن القوة القاهرة والحادث الفجائي وبفعل حالة الإعاقة والعجز التام عن الحركة الذي صرت إليهما”.
وأضاف الشخص نفسه:”لا بد من الإشارة هنا إلى أنه لم يسجل علي طوال مسيرتي الدراسية أن توسلت شيئا من الأساتذة أو الإدارة، فالعلاقة كانت علاقة عادية لطالب بأساتذته بما تفرضه من احترام، و مرتفق بالكلية بما تفرضه من أعراف وانضباط، كما أن كل أساتذتي وأصدقائي يشهدون بجديتي في التحصيل العلمي، لكن يبدو أنه، ماعنديش مّي فدار العرس، لذلك فقضيتي أُقبرت و ُقبر معها طموحي، و لو أن لي، لوبي، يدافع عني مثل التقاطبات التي يدافع عنها البعض ممن له صوت في مواجهة الإدارة، لوجد ملفي سبيله للحلحلة خصوصا وأننا في خضم تنزيل مقتضيات القانون الإطار للتربية والتكوين، الذي يشاع أنه ييسر ويعزز ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة إلى الحق في التعليم”.
واختتم زكرياء تدوينته بـ”ما تبقى مني و ما تبقى لدي من جهد بالكاد يسعفني لمواجهة ما خلفه المرض في جسدي ونفسيتي، إضافة إلى التردد المتكرر على المستشفيات بين الفينة والأخرى، وإجراء العمليات الجراحية، لذلك فقضيتي بتفاصيلها وملف دراستي بحيثياته له رب عزيز يمهل ولا يهمل و له ترفع الشكاوى والمظالم”.
تعليقات الزوار ( 0 )