يواصل إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، اختفاءه عن الأنظار منذ عملية الفجر التي نفذتها القوات المسلحة الملكية المغربية عبر طائرة مسيرة عن بعد، قبل أزيد من أسبوع والتي أودت بحياة قائد سلاح الدرك في جماعة الرابوني، الداه البندير.
وتساءل الصحراويون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات التراسل الفوري، عن مصير غالي، الذي كان حاضرا، وفق ما كشفته مصادر مطّلعة، خلال العملية التي راح ضحيتها البندير، غير أنه فرّ من المنطقة دون أن تظهر أي معلومات عنه إلى حدود اليوم، وسط تضارب في الأقوال في صفوف المحتجزين بمخيمات تندوف.
وكشف صحراويون في تسجيلات صوتية اطلعت عليها جريدة “بناصا”، أن غالي يعاني من الإصابة في الوقت الحالي، ويتواجد في أحد المستشفيات الجزائرية، مضيفين: “إما لأنه تعرض للإصابة خلال العملية التي قتل فيها قائد سلاح الدرك، أو لأنه مصاب بفيروس كورونا المستجد”.
وشدد المصدر ذاته، على أنه لن يسامح لإبراهيم غالي، لأن”المحتجزين في مخيمات تندوف، “تعرضوا لمختلف أنواع التعذيب والإهانة خلال حقبة توليه لزعامة جبهة البوليساريو، مؤكدين: “لن نسامحه لا في الدنيا ولا في الآخرة، سواء كان حياً أو ميتاً”.
وقال أحد الصحراويين في التسجيلات نفسها: “تعرضنا لكثير من التعذيب والإهانة في حقبة إبراهيم غالي، وأنا شخصيا لن أسامحه سواء كان حياً أو ميتا، ولن أسامحه لا في الدنيا ولا في الآخرة، لأنه عذبنا في الدنيا”، منبهاً إلى أن المثير للانتباه في الفترة الأخيرة، هو غياب غالي.
وأضاف الشخص نفسه، أن “زعيم البوليساريو مصاب حالياً، إما أنه تعرض للإصابة خلال عملية الفجر التي ذهب ضحيتها رئيس أركان الدرك الداه البندير، والتي أصيب فيها هو أيضا، أو بالوباء، الذي لا عيب فيه، ولا مبرر لإخفائه باعتبار أن كل رؤساء العالم أصيبوا به وأعلنوها”.
وسبق للناشط الحقوقي الفاضل ابريكة، أن قال في تدوينة نشرها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، في الـ 14 من شهر أبريل الجاري، إن زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في وضعية خطيرة، بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد، ومرض في البانكرياس، حسبه.
وفي المقابل، رجحت مصادر أخرى، أن يكون غالي على قيد الحياة، غير أن الصدمة التي خلفتها عملية الفجر، دفعته إلى التراوي عن الأنظار، لتفادي مزيد من الإحراج أمام مقاتلي الجبهة، سيما الواقعة تمثل نقطة فاصلة وبدايةً لمرحلة جديدة تدخل فيها بشكل رسمي التكنولوجيا العسكرية المتطورة إلى وسائل الرد المغربي على استفزازات جماعة الرابوني.
وبالرغم من النداءات الحقوقية التي طالبت بتمتيع المحتجزين في مخيمات تندوف بحقوقهم المدنية والسياسية، والسماح لهم بدخول وخروج المنطقة، إلا أن جبهة البوليساريو، شددت من مراقبتها لكافة مداخل المخيمات، ومنعت القاطنين من المغادرة، خصوصاً خلال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وكانت الجبهة الانفصالية، التي يقودها غالي، قد فرضت ضرائب جديدة على المحتجزين بالمخيمات، آخرها على الكهرباء، التي قطعتها عن عدة مساكن، بسبب عدم قدرة أهلها على دفع المال، بالرغم من أن هذا يأتي في الوقت الذي أكدت فيه الجزائر، أنها منحت الكهرباء للمخيمات بالمجان.
تعليقات الزوار ( 0 )