تواجه مجموعة من مناطق الجنوب الشرقي للمغرب، خطر ظاهرة زحف الرمال، التي ما تزال تهدّد الغطاء النباتي والتنوّع الحيواني بهذه الجهات، وسط تعالي الأصوات المطالبة بتكثيف وتيرة اتخاذ الإجراءات التي من شأنها الحدّ من هذا المشكل، حمايةً للبيئة.
وعرفت مجموعة من المناطق في الجنوب والجنوب الشرقي للمغرب، اختفاء مساحات واسعة من الغطاء النباتي الخفيف، وعددٍ من الواحات، بسبب ظاهرة زحف الرّمال، التي تظلّ أكبر الإشكاليات التي يعاني منها سكان المناطق القريبة من الصجراء في المملكة.
ويشتكي مجموعة من الفلاحين ضواحي زاكورة، من استمرارِ ظاهرة زحف الرّمال التي جاءت على مساحات مهمّة من الأراضي التي كانت إلى وقت قريب، صالحةً للزّراعة، دون أن تتكلّل المجهودات المتواضعة التي يبذلها السكان، بالنجاح، وتتمكن من إنهاء هذا التهديد.
ويحاول السكان والفلاحون في المناطق المهدّدة وقف زحف الرمال، عبر تشييد حواجز ترابية لمنع تمدد الكثبان الرملية، غير أن عوامل الزمن، وغياب الإصلاحات الدورية، تسبب في تآكلها وانهيار أجزاءٍ كبيرة منها، أفقدها لفعاليتها.
وفي هذا السياق يقول الباحث في البيئة والتنمية المستدامة، حمزة أبراهمي، إن زحف الرمال هو تحرك الكثبان الرملية من مناطقها الصحراوية، باتجاه المناطق الزراعية والأراضي ذات الغطاء النباتي الخفيف.
وتابع أبراهمي بأن الكثبان الرملية تتمدد بفعل الرياح القوية أغلب الأحيان، غير أنه في بعض الحالات يمكن للفيضانات أن تتسبب في وصول الرمال لجنبات الطرقات والحقول والمدن القريبة من الصحراء.
واسترسل الباحث بأن ظاهرة زحف الرمال يمكن أن تنجم عن توالي السنوات العجاف وتراجع الغطاء النباتي أيضا، ما قد يُسفر عن تشكل عواصف رملية، التي بدورها تحمل الكثبان الرملية من المناطق الصحراوية إلى مناطق شبه صحراوية.
وأوضح أنه مع توالي السنوات، وتكرار نفس الظاهرة، تصبح المناطق التي غزتها الرمال قاحلةً، لأن الرمال، حسب أبراهمي، تقضي على الغطاء النباتي، وتساهم في ارتفاع درجة الحرارة، مما يؤثر سلباً على تواجد الكائنات الحية.
أما على المستوى الزراعي، يضيف أبراهمي، فالرمال تؤثر سلباً على جودة التربة، وعلى المحاصيل الزراعية”، كما أن لهذه الظاهرة عدة انعكاسات سلبية على البنية التحتية، لأنها تتسبب في إغلاق الطرقات والمجاري المائية.
ونبه المتحدث ذاته، إلى أن زحف الرمال، تصير لاحقاً عبئا ثقيلاً على ساكنة المدن والقرى القريبة من الصحراء، نظرا لأنها تتسبب في انتشار الغبار والرمال في الأجواء، وداخل المساكن أيضا، مع ما لذلك من انعكاسات على الحياة اليومية للأشخاص.
واسترسل أبراهمي، أنه “لتفادي هذه الأضرار هناك عدة وسائل للحماية، مثل زراعة الأشجار والأنواع النباتية التي تتميز بكثافة جذورها، مما يسهل من تثبيت الرمال في مكان معين ومنعها في الاستمرار في الزّحف.
وهناك أمر آخر، يمكن أن يساهم في الحدّ من هذه الظاهرة، حسب الباحث نفسه، وهو عبر “إنشاء أحزمة صناعية مانعة لتقدم الرمال في أماكن إستراتيجية، تمنع تقدمها، وفي نفس الوقت تعتبر حاجزاً للرمال الجديدة التي من المحتمل أن تزحف”.
تعليقات الزوار ( 0 )