شارك المقال
  • تم النسخ

“رُبّ ضارَّة نَافِعة”.. كيف أنقذَ القاسِم الانتِخابي “المصباح” من خسارة أكبر؟

بعد أن وقف حزب العدالة والتنمية وقفة مُعارض شرس للقاسم الانتخابي، ورفضه لكونه سيُمكن من ولوج أحزاب أخرى “صُغرى” إلى المؤسسات المُنتخبة، أصبح اليوم من بين هته الأخيرة التي لولا القاسم لما حصلت على هذا العدد من المقاعد.

ويعتبر العديد من المتتبعين أن الحزب كان محظوظا بعد أن نجح في الحصول على 13 مقعدا برلمانيا، مستفيدا بذلك من “القاسم الانتخابي” الذي عارضه بشدة، وإلا لخرج من هذا الاستحقاق الانتخابي بـ”صفر مقعد”، بالنظر إلى النتائج الكارثية التي تحصل عليها في جل الدوائر التي تشرح بها.

 ففي هذا الإطار يمكن القول أن القاسم الانتخابي أتاح للحزب هذه المقاعد بعد أن حصل على عدد أصوات لا تتعدى في كثير من المناطق ربع أو خمس ما تحصل عليه منافسوه، وهو ما كان سيحول دون حصوله على أي مقعد برلماني لو تم العمل بنظام الاقتراع القديم للقاسم الانتخابي.

وارتباطا بذلك صرحت الباحثة في العلوم السياسية أسماء مهديوي، أنه “بعدما كانت العدالة والتنمية أكبر الرافضين للقاسم الانتخابي، أصبح هذا الأخير هو المنقذ الذي ساعد الحزب على التخفيف من خسائره، فبالنظر للتصويت العقابي وما تلاه من تداعيات جعل نتائج العدالة والتنمية “مفاجئة وصادمة”، فالكل كان يتوقع تراجع العدالة والتنمية لكن لا أحد كان يتوقع هذا التراجع الكبير للمركز الثامن”.

وأردفت مهديوي في حديثها لـ”جريدة بناصا أنه “لا حزب العدالة والتنمية  ولا منافسيه ولا المتعاطفون معهم كانوا يتوقعون نزولهم من 125 مقعد إلى 13 مقعد بفضل “القاسم الانتخابي”، بمعنى أن هذا الأخير في هذه الحالة جاء في غير صالح الاصالة والمعاصرة وأيضا حزب الاستقلال، فالقاسم الانتخابي جاء لصالح الأحزاب التي نالت أقل عدد من الأصوات كالتقدم والاشتراكية، وعموما القاسم الانتخابي في غير صالح الأحزاب المتصدرة ويخدم الأحزاب التي نالت أقل عدد من الأصوات”.

وقالت الباحثة في العلوم السياسية “صراحة الكل كان يتوقع تراجع “المصباح” لكن ليس بهذه الطريقة، الشيء الذي يعزى لعوامل ذاتية متعلقة بالحزب وبالمشاكل الداخلية التي يعاني منها في صمت، وأيضا عوامل موضوعية أسفرت عن “تصويت عقابي” ضد الحزب.”

من جهة ثانية، أشارت مهديوي أن “حزب الأصالة والمعاصرة أيضا لم يستفد من القاسم بل حافظ فقط على المرتبة الثانية مقارنة بانتخابات 2016، في حين أنه كان من المتوقع منه أن تكون نتائجه أفضل بكثير مما حصل عليه في استحقاقات الثامن من شتنبر.”

ومما يمكن استخلاصه من رفض العدالة والتنمية للقاسم الانتخابي كون الأمر أثبت المثل العربي الشهير “رب ضارة نافعة” لكونه أنقدهم من الخروج دون رصيد من انتخابات2021.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي