Share
  • Link copied

رَفْعُ الْأَسْعَارِ فُي “الرَّخَاءِ” يَدْفَعُ مُوَاطِنِينَ لِمُقَاطَعَةِ مَطَاعِمَ وَمَقَاهِي خِلَالَ “الْأَزْمَةِ”

تسببت جائحة فيروس كورونا المستجد، التي تتفشى في المغرب منذ بداية شهر مارس الماضي، في أزمة خانقة لمختلف القطاعات، منها المطاعم والمقاهي، وعلى رأسها المتواجدة في المدن الساحلية، التي وجدت نفسها، لأول مرة، مجبرة على إغلاق أبوابها لأزيد من ثلاثة أشهر، بسبب الإجراءات التي أعلنتها الحكومة للتصدي للجائحة.

ورغم منح الضوء الأخضر لعودة نشاط المقاهي والمطاعم بمدينة السعيدية ورأس الماء والناظور، قبل حوالي شهرين، إلا أن الوضع ما يزال بالنسبة لأربابها، متأزما للغاية، رغم الإقبال المحترم للسياح القادمين من مختلف المدن القريبة، أو تلك البعيدة التي لم يشملها قرار “الإغلاق” الأخير.

ويشتكي أرباب المقاهي والمطاعم في المدن المذكورة، من قلة الإقبال، رغم لجوئهم إلى تخفيض أسعار خدامتهم، بنسبة وصلت في بعض الأمور للنصف، إلا أن هذا الأمر، لم يغر المواطنين للقدوم، حيث يقصدون الشواطئ للسباحة، ويجلبون معهم وجبات الإفطار والغداء، بدل التوجه لتناول الطعام في المحالات المتخصصة بعين المكان.

ومن ضمن أسباب هذا الأمر، الأزمة المالية التي تسببت فيها جائحة كورونا، وضربت محتلف الفئات المجتمعية، مسفرةً عن ضرر كبير للقدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة، إلى قرار مجموعة أخرى من الناس، لمقاطعة هذه المقاهي والمطاعم، بسبب طرق تعاملها معهم، خلال السنوات الماضية.

وسجل عدد من المواطنين المغاربة المقيمين داخل أرض الوطن، لامبالاة بعض المقاهي والمطاعم بهم، وتسليط كل الاهتمام، خلال السنوات الفارطة، على الجالية، التي كانت تتسفيد من خدمات أفضل، في المقابل لا ينال أبناء البلاد نفس الخدمات.

وفي هذا السياق قال لحبيب، وهو ابن الناظور، في تصريح لجريدة “بناصا”:”في السنوات الماضية، وحين كانت تأتي الجالية، لا نجد مكانا لنا نحن القاطنين بالمدينة، حث ترى كل الاهتمام مسلطا على أصحاب السيارات الفاخرة، ذات اللوحات الأوروبية، فيما لا نحظى، نحن وأمثالنا، بنفس الأمر”.

وتابع المتحدث نفسه:”بالإضافة إلى هذا، كانت تلجأ مجموعة من المقاهي والمطاعم، إلى رفع أثمنة خدماتها، حيث كان ثمن القهوة يصل لـ 20 درهما، أي يرتفع بنسبة تفوق الـ 100 في المائة، فيما تفننت المطاعم سنويا، في رفع الأمثنة، لأن الجالية تدفع، أما نحن فكنا لا نستطيع القدوم”.

المتكلم ذاته، أوضح أن:”كورونا جعلت أصحاب المطاعم والمقاهي القريبة من الشاطئ في المغرب، يخفضون أثمنتهم، لكن دون أن يتمكنوا من إغراء المواطنين، الذين اتخذ عدد كبير منهم، موقفا من الانتهازيين، الذين يستغلون الوقت المناسب لتحقيق أكبر قيمة من الأرباح، دون مراعاة الظروف”.

مواطن آخر من مدينة بركان، قال في تصريحه لـ”بناصا”:”في الصيف الماضي، توجهت إلى السعيدية برفقة أسرتي الصغيرة، ولتناول وجبة الغداء، قصدنا أحد المطاعم، الذي لا يبدو فخما، كما لا يبدو شعبيا، واستفسرت عن الثمن، فأخبرني، لأرد عليه بأن هذا ثمن باهظ، ليصدمي بـ:بغيت مرحبا مبغيتش سير خرج علينا من هنا لشي ريستو لي تجي قد جيبك”.

وواصل:”كان كلامه بمثابة الصفعة القوية التي تلقيتها على وجهي، أنا المواطن متوسط الحالي، والذي تختلف ملابسه عن عدد كبير من المتواجدين، الذين كان أغلبهم من الجالية.. خرجت مطأطأ الرأس، وقصدت بقالا، اشتريت خبزا وعلب التون، وقنينة مشروب غازي، وتناولناها ثم عدنا أدرجنا ولم أنس العبارة”.

وأردف الشخص ذاته:”هذه السنة، ورغم لجوء عدد كبير من المطاعم والمقاهي، لتخفيض الأثمنة، بنسب متفاوتة وصلت في بعض الأحيان، إلى النصف، إلا أن من تعرضوا لمواقف مثلي، لا يمكن أن يغريهم هذا الأمر، وسيفضلون حتما، مطعما شعبيا، أو البقال، على أن يقصدوا من أهانهم في الماضي”.

يشار إلى أن جائحة كورونا، تسببت في أضرار جسيمة لكافة القطاعات، وعلى رأسها المقاهي والمطاعم المتواجدة في المدن الساحلية، التي كانت تعتمد بشكل رئيسي على السياحة، والجالية المقيمة بالخارج، وذلك بعد إغلاق الحدود، وما ترتب عنه من غياب الأجانب ومغاربة الخارج.

Share
  • Link copied
المقال التالي