الجزائر وروسيا: تحالف مشطوب؟
شهدت العلاقات التاريخية بين الجزائر وروسيا، التي كانت تعتبر نموذجاً للتعاون والصداقة، تحولاً دراماتيكياً في الآونة الأخيرة، فقد كشفت أحداث متسارعة عن تدهور ملحوظ في العلاقات بين البلدين، وعن وجود خلافات عميقة حول قضايا استراتيجية حساسة.
خيانة الثقة: اتهامات روسية بالتعاون مع أوكرانيا
وتتهم السلطات الروسية نظيرتها الجزائرية بخرق اتفاقيات التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، وذلك من خلال تسهيل عمليات تجسس أوكرانية في منطقة الساحل، وتزعم موسكو أن الجزائر سمحت لطائرات أوكرانية بنقل أسلحة وخبراء عسكريين إلى الجماعات المسلحة في شمال مالي، وذلك بدعم من الولايات المتحدة.
وتأتي هذه الاتهامات في أعقاب سلسلة من الهجمات الناجحة التي شنتها الجماعات المسلحة في شمال مالي ضد قوات روسية ومرتزقة من مجموعة فاغنر، مما أسفر عن خسائر فادحة في صفوفهم، وتشير تقارير استخباراتية إلى أن هذه الهجمات كانت مدعومة بمعلومات استخباراتية دقيقة قدمتها أجهزة الاستخبارات الأوكرانية.
الجزائر بين مطرقة موسكو وسندان واشنطن
وتجد الجزائر نفسها في موقف حرج، حيث تتعرض لضغوط متزايدة من كلا الطرفين. فمن جهة، تتعرض لانتقادات شديدة من روسيا التي تعتبرها قد خانت الثقة، ومن جهة أخرى، تواجه ضغوطاً من الولايات المتحدة التي تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة.
تداعيات خطيرة على المنطقة
وهذا التدهور في العلاقات بين الجزائر وروسيا له تداعيات خطيرة على منطقة الساحل، حيث يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الصراع المسلح، وزيادة تدفق الأسلحة والمقاتلين، وتقويض جهود مكافحة الإرهاب. كما يمكن أن يؤثر سلباً على الاستقرار في المنطقة، ويشجع على التدخلات الخارجية.
وتبقى العديد من الأسئلة مطروحة حول مستقبل العلاقات بين الجزائر وروسيا، فهل يمكن للبلدين تجاوز هذه الأزمة؟ وما هي تداعياتها على التوازنات الإقليمية في منطقة الساحل؟ وكيف ستؤثر هذه الأزمة على العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة؟.
وختاماً، فإن التطورات الأخيرة في العلاقات بين الجزائر وروسيا تؤكد على التعقيد المتزايد للمشهد السياسي والعسكري في منطقة الساحل، وتسلط الضوء على التنافس الشديد بين القوى الدولية على النفوذ في هذه المنطقة الغنية بالموارد.
تعليقات الزوار ( 0 )