شارك المقال
  • تم النسخ

رقعة شطرنج الدبلوماسية الساحلية: الجزائر في الرمال والمغرب على أمواج الأطلسي (تحليل)

الجزائر: انهيار دبلوماسي

قال طلال الشرقاوي، أستاذ العلوم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط والاقتصادي السابق ببنك المغرب، إن الجزائر تواجه سلسلة من الانتكاسات الدبلوماسية الكبيرة منذ عدة أشهر وحتى سنوات.

وأوضح الشرقاوي، ضمن مقال تحليلي له، أن محاولات الجزائر الأخيرة لإظهار صورتها كدولة فاعلة اقتصاديا في المنطقة هي في الواقع تحركات يائسة للتغطية على تراجع نفوذها وصراعاتها الداخلية.

وبينما ينتظر شنقريحة بشدة أن يستقبله ولي عهد المملكة العربية السعودية، وحتى بعد أن رفض عرض العمرة الذي قدمته البلاد، مما خلق حادثة دبلوماسية، فإن عزلة الجزائر المتزايدة في المنطقة تتأكد من خلال مناوراتها المزعزعة للاستقرار وعدم قدرتها على الحفاظ على علاقات قوية مع جيرانها الساحليين.

المغرب: قيادة ناشئة

وفي المقابل، يبرز المغرب كلاعب دبلوماسي قوي ومحترم في منطقة الساحل، وتتناقض استراتيجيته التي تركز على التنمية الاقتصادية والتعاون الإقليمي مع تكتيكات الجزائر التي عفا عليها الزمن، حيث حظيت مبادرة المغرب لتسهيل وصول بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي بالترحيب باعتبارها استجابة استباقية لاحتياجات البنية التحتية والاتصال بالمنطقة.

الرد الجزائري: العصبية والحرج

وفي مواجهة صعود قوة المغرب، كان رد فعل الجزائر عصبيا وخرقاء، ويبدو أن جهودها لمواجهة النفوذ المغربي المتنامي هي ردود فعل وليست استراتيجيات مدروسة، ودائماً ما تكون خطوة واحدة متأخرة، ويُنظر إلى المقترحات المتأخرة للاستثمار والتعاون على أنها محاولات عشوائية للحفاظ على قبضة هشة على المنطقة.

ظهور توازن إقليمي جديد

ويرى أستاذ العلوم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، أن الفجوة بين الجزائر والمغرب تسلط الضوء على تحول جوهري في ميزان القوى في منطقة الساحل. وبينما تبدو الجزائر غارقة في صراعات داخلية ودبلوماسية عفا عليها الزمن، فإن المغرب يغتنم فرص التعاون والتنمية.

وخلص المصدر ذاته، أنه يبدو أن مستقبل المنطقة يتمحور حول القيادة الناشئة في المغرب، مما يشير إلى نهاية حقبة وبداية نظام إقليمي جديد وشراكة استراتيجية جديدة مربحة للجميع.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي