شارك المقال
  • تم النسخ

رغم تقدمهم في السن.. مغاربة يُعانقون حلم اجتياز امتحان الباكالوريا

أصبح حلم الحصول على شهادة الباكالوريا لا يقتصر على التلاميذ الشباب فقط، والتي من خلالها يرسمون خريطة مستقبلهم، كما تفتح أمامهم أبواباً واسعة لإكمال مسارهم الدراسي، بل تعداه ليصل إلى من هم في سِنّ متقدمة.

منهم من توقف كُرها في صغره على مواصلة مشواره الدراسي، ومنهم من عملوا بـ ” أطلب العلم من المهد إلى اللحد”، وآخرون تيقنوا أنه في سن الـ 60 تبدأ الحياة عند الإنسان، وأن العِلم لا يعترف بالأعمار ولا بالأجناس، ولكنه مطلب يناله ذوو الهمم والرغبات الجامعة والإرادة القوية والطموح الكبير.

وفي هذا الصدد استطاعت عائشة فهيمي، والدة مغني الراب المغربي، عمر سهيلي الملقب بـ”ديزي دروس”، اجتياز امتحانات الباكالوريا “باك حر” لهذه السنة شعبة الآداب، بميزة حسن جدا، وبمعدل 16.74 في نتيجة الامتحانات.

وقالت والدة عمر سهيلي، في تصريحات صحفية، إن طموح الحصول على شهادة الباكالوريا راودها أثناء حضورها للدروس الدينية بإحدى الجمعيات، إذ أن المجلس العلمي لدرب سلطان، منحها فرصة التتلمذ على يد أساتذة في مختلف المواد، مشيرة إلى أنها ومنذ ثلاث سنوات وهي تحضر لاجتياز هذه الامتحانات الحاسمة، ولم تمنعها مسؤولياتها كزوجة من تحقيق حلمها.

من جهتها حصلت عائشة غريبة على شهادة الباكالوريا، وهي في الـ 62 من عمرها، وذلك قبل تسع سنوات، وتنحدر هذه الأخيرة من “مشرع بلقصيري”، مؤكدة في تصريحات إعلامية، أن حلم  احرازها على “شهادة العمر”، كان يراودها دائماً.

وأضافت عائشة، التي كانت تشتغل في وزارة العدل، أنه رغم عدم حصولها على الباكالوريا، تم توظيفها بذات الوزارة سنة 1967 في إطار السلم 5، “حتى أن محمد بوزوبع، وزير العدل السابق، كان يستغرب من عدم توفري على الباكالوريا رغم كفائتي المهنية وتواجدي مع موظفين حاصلين على الإجازة”.

 وأشارت إلى أنه بعد حصولها على التقاعد والتفرغ، توجهت للدراسة بأحد المدراس الخصوصية بمدينة “مشرع بلقصيري”، حيث درست المواد التي ستمتحن فيها طوال العام، داخل قسم يضم 60 تلميذا من بينهم 5 نساء، مضيفة َ”تيقنت أنه مع السن الـ60 تبدأ الحياة عند الإنسان وليس العكس”.

وفي سياق الموضوع،  خلف نجاح الحسن شاكيري الذي يبلغ من العمر 70 سنة، في امتحانات الباكالوريا 2018، بمدينة “بومالن دادس”، بإقليم تنغير، تفاعل مغاربة على مواقع التواصل الإجتماعي.

ويروي شاكيري، في تصريحات صحفية له، أن الحصول على الباكالوريا هو “حلم قديم منعته ظروفه الاجتماعية من تحقيقه في الستينات”، لكنه لم يفقد الأمل، وظل متيقنا من أنه سيأتي يوم يحصل فيه على الشهادة التي ستمكنه من الولوج إلى الجامعة، ودراسة اللغة الفرنسة التي كان يعشقها منذ الصغر.

ويحكي  شاكيري، أن ​الفقر دفعه إلى الهجرة نحو فرنسا للعمل سنة 1968، تاركا مقاعد الدراسة، لكن سنوات الغربة لم تفلح في محو حلمه القديم، فأصر على تحقيقه بمجرد حصوله على التقاعد في فرنسا، وعودته إلى المغرب.

وفي يونيو من سنة 2019، حصل بوشعيب المكاوي، بمدينة المحمدية، على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم الإنسانية بميزة مستحين، وحظي الرجل الذي يبلغ من العمر 70 سنة، بثناء وإعجاب واسعين من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كما علقت المديرية الإقليمية للتعليم على نجاح هذا الأخير، بقولها” بالعزيمة والإرادة تتحقق الأمنيات”.

وفي سياق متصل، لم يمنع بياض لون لحيته ولا سنه المتقدمة 46 عاماً، السيد أحمد صدقي، من الجلوس على طاولات الامتحان في ثانوية المسيرة الخضراء بمدينة خريبكة، والحصول على شهادة الباكالوريا في شعبة التعليم الأصيل مسلك اللغة العربية، خلال الموسم الدراسي 2014-2015

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي