تلاحق العديد من الشبهات وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، بعد “ترقيته” لمدير المستشفى الجامعي بمدينة وجدة، ليتولى مسؤولية تنزيل الورش الملكي للحماية الاجتماعية، على الرغم من ما يُسميه المجتمع المدني، بـ”الفشل الذريع” للشخص في إدارة هذا المرفق الصحي، الذي بات يعيش على وقع الاختلالات.
وسجلت العديد من الهيئات المهنية، المدنية، السياسية والحقوقية، منها نقابة الوطنية للتعليم العالي لأساتذة كلية الطب والصيدلة والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والإتلاف المدني من أجل الحق في الصحة الذي يتكون من عدة تنظيمات سياسية، حقوقية ومدنية، وجود مجموعة من الاختلالات داخل أهم مرفق صحي في الجهة الشرقية.
ودقّت هذه الهيئات، ناقوس الخطر بخصوص الوضع الكارثي الذي يعاني منه المستشفى الجامعي بمدينة وجدة، الذي صرف عليه عشرات الملايين من أجل تشييده، بالإضافة إلى ضخ ميزانية سنوية تصل لـ 70 مليار سنتيم، وذلك من خلال إصدار العديد من البيانات، وتنظيم وقفات احتجاجية.
ورصدت الهيئات، غياب سياسة واضحة لتدبير الموارد البشرية في المستشفى، إلى جانب خروج أكثر من 40 في المائة من الأجهزة الطبية من الخدمة بسبب تعطّلها. كما قال المصدر، إن هناك تعقيدات في الإجراءات الخاصة لولوج خدمات العاج، وغيابا للتنسيق مع المراكز الصحية الإقليمية، وضعفاً للتسير في بعض مصالح المركز.
ونبهت المصادر ذاتها، إلى عدم توفر المستشفى على مصلحة الإنعاش والتخدير الخاصة بالأم والطفل، ومصلحة الإنعاش الخاصة بمرضى السرطان، إلى جانب النقص الحادّ في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، للعلاج وإجراء العمليات الجراحية، وغياب مصلحة الطب الشرعي (لا وجود لمستودع أموات).
ولم يقتصر رصد الاختلالات على الهيئات المدنية والسياسية والحقوقية فحسب، بل وصل إلى مجلس عمالة وجدة أنجاد، الذي أصدر، بعد إحداث لجنة موضوعاتية لتشخيص الوضع الصحي بتراب العمالة، تقريرا وصف بـ”الأسود”، أكد من خلاله الوضع الكارثي الذي يعرفه المستشفى الجامعي.
وأصدرت اللجنة الموضوعاتية، الي تم إحداثها في الدورة العادية لمجلس عمالة وجدة أنجاد، المنعقد في شهر يونيو 2022، تقريرها النهائي مؤخرا، حيث نشرت غسيل المستشفى الجامعي بوجدة، من خلال عرض مفصّل لمختلف الاختلالات التي يعيش على وقعها هذا المرفق الصحي.
وبالرغم من أن وزير الصحة، توصل بعدة مراسلات من طرف الهيئات المدنية، بخصوص الأوضاع الكارثية في المستشفى، إلا أنه تغاضا بشكل مثير للشكوك، عن الأمر، بل قرر ترقية مدير المؤسسة، الذي تقول مصادر متطابقة، إنه “صديق الوزير”، ليكون مسؤولاً عن تنزيل ورش التغطية الصحية بالجهة.
تعليقات الزوار ( 0 )