علق حزب العمال البريطاني المعارض عضوية البرلمانية البارزة ديان أبوت بسبب قولها في رسالة لصحيفة بريطانية إن اليهود لا يواجهون نفس نوع العنصرية التي يواجهها السود، وبأنه تحامل وليس عنصرية.
وجاء تعليق أبوت (69 عاما) في معرض ردها على قول أحد الكتاب إن الأيرلنديين واليهود والرحالة عانوا من العنصرية حيث قالت إن تجاربهم كانت مشابهة للعنصرية لكن هناك اختلافات.
وكتبت “عانوا بلا شك من التحامل. هذا مشابه للعنصرية وغالبا ما يتم استخدام الكلمتين كما لو أنهما مترادفتان”.
وكانت أبوت، وهي برلمانية منذ عام 1987، أول امرأة سوداء البشرة يتم انتخابها لعضوية البرلمان في بريطانيا، وهي من الحلفاء المقربين لكوربين وشغلت منصب المتحدثة باسم الشؤون الداخلية في الحزب، وهي معروفة بدعمها للقضية الفلسطينية. وكانت لفترة قصيرة على علاقة عاطفية بكوربين.
وفي رسالتها إلى صحيفة الأوبزرفر البريطانية، قالت أبوت “في أمريكا ما قبل الحقوق المدنية، لم يكن مطلوبا من الشعب الأيرلندي واليهود والرحالة في أمريكا الجلوس في مؤخرة الحافلة. وفي (حقبة) الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، سُمح لهذه المجموعات بالتصويت. وفي ذروة العبودية، لم يكن هناك من يبدو أنهم من البيض على متن سفن العبيد”.
وكانت ديان آبوت كتبت في رسالتها أنّ هذه المجموعات هي “بلا شك ضحايا للأحكام المسبقة (…) يمكن أن يكون العديد من الأشخاص البيض الذين يملكون نقاط اختلاف، مثل أصحاب الشعر الأحمر، ضحايا للانحياز”.
وأضافت “ولكنّهم لا يتعرّضون للعنصرية طيلة حياتهم. قبل الحقوق المدنية في أميركا، لم يكونوا مضطرين للجلوس في مؤخّرة الحافلة. في جنوب إفريقيا أثناء الفصل العنصري، كان لهذه الجماعات الحق في التصويت”.
وقال المتحدث باسم حزب العمّال، إنّ الحزب “يدين بالكامل هذه التعليقات، التي تعتبر مسيئة للغاية ومضّللة”، معلناً تعليق عمل ديان آبوت على ذمّة التحقيق.
وهذا يعني أن أبوت لا يمكنها التصويت كنائبة عن حزب العمال.
واعتذرت أبوت فيما بعد “بلا تحفظ” وسحبت تعليقاتها.
وقالت في رسالة نشرتها على حسابها على تويتر “نشأت الأخطاء في مسودة أولية (كنت) بصدد إرسالها… لكن لا يوجد عذر وأود الاعتذار عن أي معاناة سببتها”.
وكتبت “في مواجهة ردود الفعل القوية على الرسالة، أرغب في سحب ملاحظاتي بشكل كامل ومن دون تحفّظ وأن أنأى بنفسي عنها”.
وأضافت “أريد أن أعتذر على كل ألم سبّبته”، مشيرة إلى أنّ “العنصرية تتخذ أشكالاً عدّة ولا يمكن إنكار أنّ الشعب اليهودي قد عانى من آثارها البشعة، تماماً مثل الإيرلنديين والرحالة وكثيرين غيرهم”.
وندد ساسة بريطانيون بتعليقاتها التي وردت في الرسالة. وقال وزير الطاقة غرانت شابس، وهو يهودي، على تويتر “مرة أخرى، كان على اليهود أن يستيقظوا ليجدوا نائبة من حزب العمال تتلفظ بمعاداة السامية البغيضة”.
وتأتي هذه القضية بعد أيام على إجراء انتخابات محلية وبينما يتصدّر حزب العمّال استطلاعات الرأي في مواجهة المحافظين الموجودين في السلطة منذ 13 عاماً.
ويعدّ موضوع معاداة السامية حساساً للغاية في هذا الحزب، الذي هزّته في السنوات الأخيرة أحداث متكرّرة في هذا المجال.
ففي العام 2020، توصّلت لجنة المساواة وحقوق الإنسان إلى ما اعتبرته إخفاقات “غير مبرّرة” نتجت عن “الافتقار إلى الإرادة لمعالجة معاداة السامية” داخل حزب العمّال.
وفي ذلك الوقت، عُلّقت عضوية جيريمي كوربن الذي كان زعيماً للحزب بين العامين 2015 و2020، بسبب تشكيكه في عدد من استنتاجات التقرير.
في فبراير، كرّر زعيم حزب العمّال البريطاني كير ستارمر رغبته في طي صفحة “آفة” معاداة السامية.
وقالت الهيئة المعنية بمراقبة المساواة في بريطانيا في وقت سابق من العام الحالي إن حزب العمال أجرى تغييرات كافية على مدى العامين الماضيين للتصدي لمعاداة السامية.
وواجه حزب العمال، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه من المرجح أن يشكل الحكومة البريطانية المقبلة بعد انتخابات متوقعة العام المقبل، اتهامات بالتمييز والمضايقات لليهود في عهد زعيمه السابق جيريمي كوربين، فيما رفضها الأخير وأنصاره من يسار الحزب، واعتبروها حملة تشويه فقط لكوربين وأنصاره بسبب مواقفه، وخاصة دعمه للقضية الفلسطينية.
ويسعى زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر لكي ينأى بحزبه عن ماضيه القريب المثير للانقسام وتثبيته بشكل راسخ كحكومة منتظرة بعد 13 عاما من حكم حزب المحافظين في بريطانيا.
واعتبرت الاتهامات بمعاداة السامية داخل حزب العمال البريطاني من أسباب قيادة كوربين، حزب العمال إلى أسوأ هزيمة انتخابية له في 85 عاما في عام 2019.
وفي وقت سابق من العام الجاري، قام ستارمر بمنع كوربين من الترشح لعضوية البرلمان عن حزب العمال في الانتخابات العامة البريطانية المقبلة.
(وكالات)
تعليقات الزوار ( 0 )