مازال عدد من الشباب المغاربة الراغبين في مغادرة البلد نحو ‘’الحلم الأوروبي’’ عبر جبال البلقان، يواصلون رحلاتهم الموثقة بواسطة عدسات الهواتف النقابة، لتصبح بعدها حلقات يتم بثها على قنواتهم الخاصة على اليوتيوب، في ظل الأوضاع التي يعيش على وقعها العالم جراء انتشار فيروس كورونا.
ووفق ما عاينه منبر بناصا، على منصة ‘’يوتيوب’’ فإن العديد من الشباب اختار طريق الموت نحو البر الأوروبي، مرورا بتركيا في اتجاه اليونان وجبال البلقان الصعبة، متحدين كل الظروف الصعبة التي تحيط بالرحلة، حيث يحاولون توثيق كل المحطات وتقديم النصائح للراغبين في الهجرة، وطريقة تجاوز كل العقبات التي يمكن أن تواجههم في طريق البلقان، أو تلك التي يمكن أن يصادفوها أثناء رحلتهم صوب تركيا’’.
وتحول بعض هؤلاء المغاربة إلى نجوم يحظون بمتابعات كبيرة تصل إلى ملايين المشاهدات، بسبب واقعية مقاطع الفيديو، التي يتم تصويرها، في ظروف صعبة جدا، ببلدان، اليونان والبوسنة والسلوفينيا واطاليا.
وفي سياق متصل، كشف تقرير صادر عن المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود (GI-TOC)، عن وجود الاف المهاجرين المغاربة الشباب المتواجدين بالبلقان، حيث رصد التقرير وجود مهاجرين من دول عدة من بينها المغرب الذي يحتل مراتب متقدمة في نسبة المهاجرين السريين المتواجدين بالمنطقة.
وأشار التقرير الذي اطلع عليه منبر بناصا، إلى أن المهاجرين المغاربة يحتلون المرتبة الأولى في عدد المهاجرين السريين المتواجدين بمنطقة ‘’مونتينيغرو’’، في الفترة الممتدة بين 2015 و2020، في يحتل المغاربة المرتبة الثالثة في ‘’ألبانيا’’ بعد كل من سوريا وأفغانستان، ونفس المرتبة في ‘’البوسنة والهرسك’’ بعد كل من باكستان وأفغانستان، في الفترة ذاتها.
وأكد المصدر ذاته، على أن عدد المغاربة الذين تم توقيفهم باليونان سنة 2019، بلغ ما مجموعه 2814 مهاجر سري، كما هو الشأن لعدد الجزائريين الذي بلغ عددهم 2057 والسوريين 21395 والتركيين 8017، وجنسيات أخرى، وباكستان والصومال والفلسطينيين والايرانيين والكاميرونين والعراقيين والافغان والجيورجيين.
واستنادا إلى التقرير فإن الفترة الممتدة بين عام 2020 سجل 11971 مهاجراً وطالب لجوء في ألبانيا (مغاربة وسوريون وأفغان وعراقيون)، و16211 في البوسنة والهرسك (مغاربة وباكستانيون وأفغان وبنغلاديشيون). وفي الجبل الأسود وصل عددهم إلى 2898 حالة (مغاربة وأفغان وإيرانيون وجزائريون).
وأوضح التقرير أن عدد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 سنة، من طالبي اللجوء بدول البلقان، ينحدرون من دول شمال افريقيا والشرق الأوسط، غالبيتهم من المغرب وايران والعراق وسوريا، والجزائر وإثيوبيا وايريتيا، وهم ضحايا شبكات الاتجار في البشر المتمركزة في اليونان ومقدونيا الشمالية، مقدونيا الشمالية وصربيا، صربيا والمجر، وكرواتيا والبوسنة والهرسك.
وحسب التقرير المنجز بعدد من اللغات من بينها الانجليزية، فإن رحلة العبور بين الدول البلقانية، تستوجب التوفر على مبلغ مالي يتراوح بين 1000 و30000 يورو، حيث يكلف المرور من سوبوتيكا في شمال صربيا إلى ملجأ بالقرب من الحدود المجرية، 2500 يورو، ومن اليونان إلى ألبانيا، يدفع المهاجرون ما بين 1000 و2500 يورو، وتشمل هذه الأسعار خدمات النقل من المناطق الجنوبية من كورجا وجيروكاسترا، إلى موانئ البحر الأدرياتيكي فلورا ودوريس، أو مدينتي شكودرا وكوكس الشماليتين.
في سياق متصل، تبلغ الكلفة المالية، للعبور من اليونان أو بلغاريا سيرا على الأقدام أو عبر سلسلة جبال بيلاسيكا في جنوب مقدونيا، حوالي 700 يورو، في ظروف خطيرة، تعرض حياة الشباب للخطر من قبل العصابات المتواجدة بالمكان، أو من قبل الحيوانات المفترسة، أو إصابات بسبب السياجات الحدودية.
تعليقات الزوار ( 0 )