شارك المقال
  • تم النسخ

رسميا.. شركة “أركيا” الإسرائيلية تطلق رحلات مباشرة تربط تل أبيب بالصويرة المغربية

أعلن المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة الطيران الإسرائيلية، أخيرا، عن إطلاق خط مباشر لشركة “أركيا إيرلاينز” العبرية، يربط مدينة تل أبيب بمدينة الصويرة المغربية، وذلك في ظل تكثيف العلاقات بين البلدين في الأشهر الأخيرة. 

وأفادت صحيفة “جيروزاليم بوسط” في تقريها لها يوم أمس (السبت) أن هذا الربط بين الصويرة وتل أبيب له دوافعه الاقتصادية، ويعكس كذلك التقدم المحرز في التقارب الرسمي بين إسرائيل والمغرب، إلا أن هناك قصة أكبر وراء هذه الاتفاقية.

وذكرت القصاصة ذاتها، أن مدينة الصويرة تمكنت، ببطء وبثبات، من أسر قلوب العديد من الإسرائيليين على أساس التراث المشترك والعلاقة التاريخية بين اليهود والمسلمين، معتبرة أن اختيار السياح الإسرائليين لهذه المدينة هو دعوة لإعادة النظر في المكانة والدور المناسبين للثقافة في صنع السياسات، وفي القدرة على خلق العلاقات بين إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

التجار اليهود في المغرب

وجاء اليهود إلى الصويرة لأول مرة في القرن الثامن عشر بدعوة من السلطان محمد بن عبد الله، وكانوا يعرفون باسم “تجار السلطان”، بل إن بعضهم لعب دورًا دبلوماسيًا في تطوير علاقات المغرب مع بريطانيا وفرنسا والنمسا وقوى أوروبية أخرى.

وكان مئير مكنين، على سبيل المثال، تاجرا ناجحا عمل مبعوثا للسلطان إلى بريطانيا، وفي بداية القرن العشرين، أصبحت الصويرة مركزًا يهوديًا مزدهرًا وواحدة من المدن الوحيدة في العالم الإسلامي ذات الأغلبية اليهودية.

وبحسب الصحيفة العبرية ذاتها، فقد بلغ عدد الجالية اليهودية حوالي 12000، وتفاخرت بأكثر من 30 كنيسًا يهوديًا، بالإضافة إلى ذلك، ساهم المجتمع أيضًا في التنمية الاقتصادية للصويرة كمدينة ساحلية ومركز اقتصادي مهم.

وعندما غادر اليهود مدينة الصويرة في أوائل الستينيات، تركوا ورائهم فراغًا بشريًا واقتصاديًا وثقافيًا، وكان هناك شعور مشترك بالغياب عاشه كل من اليهود الذين غادروا وكذلك جيرانهم المسلمين الذين تركوا وراءهم، وهكذا، فإن حركة السياحة المتنامية الحالية من إسرائيل إلى الصويرة ولدت من الشوق عاطفة تتجاوز مجرد الحنين إلى الماضي أو الإحساس اللحظي بالخسارة.

وأصبحت الصويرة نقطة جذب للإسرائيليين حتى قبل استئناف العلاقات الرسمية مؤخرًا، وذلك بفضل الباب المفتوح الذي احتفظ به المغرب للسياح من إسرائيل على مر السنين واعترافه بالثقافة العبرية كجزء لا يتجزأ من القصة الوطنية المغربية.

وقد انعكس هذا الاعتراف في تجديد مواقع التراث اليهودي مثل كنيس صلات لكال في الصويرة، وإنشاء بيت دكيرة، الذي افتتحه الملك محمد السادس، والذي يحكي قصة المدينة متعددة الثقافات، ويضم معهدًا لدراسة الشريعة اليهودية.

المهرجان الأندلسي الأطلسي

ويقام المهرجان الأندلسي الأطلسي في الصويرة منذ عام 2003، مما يسمح للزوار بتجربة “العصر الذهبي” الأندلسي في نسخته المعاصرة، إلى جانب القصة اليهودية، نجحت مدينة الصويرة في تحويل أصولها الثقافية إلى محرك للتنمية الحضرية والنمو الاقتصادي.

ولفهم سر هذا النجاح بشكل أفضل، يجب العودة إلى عام 1998 لحظة تأسيس مهرجان كناوة الدولي، إلى جانب تأثيره الثقافي، غيّر مهرجان الموسيقى وجه المدينة من خلال تطوير قطاعي السياحة والخدمات المحلية، واستقطب مهرجان هذا العام أكثر من 400 ألف زائر، أي ستة أضعاف عدد سكان الصويرة، الذين يبلغ عددهم حاليًا حوالي 70 ألفًا.

وأدت شعبية المهرجان إلى زيادة عدد أماكن الإقامة السياحية المتاحة، من 10 (في عام 1998) إلى 160، وزاد عدد المطاعم من سبعة إلى أكثر من 60، وذلك لضمان التدفق السياحي المستمر، كما تم تنظيم فعاليات ومهرجانات إضافية تأسست في الصويرة، لتشكل مجتمعًا مخصصًا لمن تأسرهم سحرها ويعودون إليها مرة بعد مرة.

وخلص تقرير الصحيفة، إلى أنه لا يمكن فهم النهج الثقافي للنمو الاقتصادي للصويرة تمامًا دون ذكر أندريه أزولاي، كبير مستشاري الملك محمد السادس، وهو أحد كبار المسؤولين الذين أتوا إلى مدينة الصويرة وعملوا في المملكة المغربية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي