Share
  • Link copied

رسميا.. الجزائر تؤكد شراء مقاتلات “Su-57 Felon” الروسية بعد موافقة أمريكية

كشفت مصادر إعلامية، من بينها موقع “مغرب أنتليجنس”، أن الجزائر أكدت رسمياً شراء مقاتلات “Su-57E Felon” الروسية، وذلك بعد حصولها على الضوء الأخضر من واشنطن لتجنب العقوبات الأمريكية المفروضة بموجب قانون CAATSA.

ووفقاً للمعلومات المتوفرة، فقد أعلنت الجزائر هذا الأسبوع إبرام عقد مع روسيا لاقتناء أول دفعة من هذه الطائرات المتطورة، حيث تم طلب ست طائرات في المرحلة الأولى.

ومن المرتقب أن يتم تسليم أول طائرتين خلال هذا العام، كما تشير التقديرات إلى إمكانية شراء ثماني طائرات إضافية بحلول عام 2028.

وجاءت هذه الصفقة بعد مشاورات مكثفة بين الجزائر والولايات المتحدة، وذلك بهدف تجنب العقوبات المنصوص عليها في قانون “مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات” (CAATSA)، الذي يفرض قيوداً صارمة على الدول التي تبرم صفقات تسليح مع روسيا.

وفي هذا السياق، عقدت مباحثات رفيعة المستوى بين مسؤولين جزائريين والجنرال مايكل لانجلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (AFRICOM)، خلال زيارته الثالثة إلى الجزائر في 22 يناير 2025.

وقد استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المسؤول العسكري الأمريكي شخصياً، كما تم التوقيع على بروتوكول تفاهم بين وزارة الدفاع الجزائرية وقيادة AFRICOM، ما يعكس انفتاح الجزائر على التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد قدمت الجزائر ضمانات قوية لواشنطن لضمان عدم استخدام هذه الطائرات الهجومية في زعزعة التوازن العسكري في المنطقة، خصوصاً مع المغرب، الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة.

وتشمل هذه الضمانات التزام الجزائر بسياسة عدم الاعتداء العسكري، مما سمح لها بالحصول على موافقة ضمنية من واشنطن لإتمام الصفقة.

وتعد مقاتلات Su-57 “Felon” من أحدث الطائرات القتالية الروسية، حيث طورتها شركة “سوخوي” خلال العقد الماضي. وهي طائرة متعددة المهام، تتميز بقدرات قتالية جوية متقدمة، وقدرة على تنفيذ ضربات جوية وبرية وبحرية.

وتعكس هذه الصفقة سعي الجزائر لتعزيز قدراتها الجوية عبر اقتناء تكنولوجيا عسكرية متقدمة، لكنها في الوقت ذاته تكشف عن حرصها على الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة، التي تعد لاعباً رئيسياً في موازين القوى الإقليمية.

كما أن إبرام هذا الاتفاق بعد مفاوضات مباشرة مع واشنطن يعكس مدى تعقيد العلاقات الدبلوماسية والعسكرية في المنطقة، حيث تحاول الجزائر تحقيق توازن بين تعزيز تحالفها مع روسيا والحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة مع الولايات المتحدة.

وتؤكد صفقة اقتناء الجزائر لطائرات Su-57 مدى تطور استراتيجيتها العسكرية، كما تعكس الرهانات الجيوسياسية المعقدة التي تواجهها في علاقاتها مع القوى الدولية.

وبينما تسعى الجزائر إلى تعزيز قدراتها الدفاعية، فإن التحدي الأساسي سيكون في ضمان عدم تحول هذه الخطوة إلى عامل توتر إضافي في المنطقة، خاصة في ظل التنافس العسكري مع الجارة المغرب.

Share
  • Link copied
المقال التالي