Share
  • Link copied

رسالة الجزائر: محاكمة فضيل بومالة..أو حين يحاكم المثقف النظام

عاشت أمس قاعة الجلسات بمحكمة الدار البيضاء بالجزائر العاصمة ، على وقع محاكمة وصفت بالتاريخية في حق الناشط السياسي والصحفي والمفكر فضيل بومالة، والتي استمرت لما يناهز الـ16 ساعة، بسبب الحضور القوي لمحامي المتهم و الذين استمرّت مرافعاتهم لساعات طويلة.

وأجلت هيئة المحكمة النطق في الحكم ضد فضيل بومالة إلى يوم 1 مارس، وهو ما أغضب كثيرا دفاع ورفقاء المتهم الذي دافع عن نفسه بمداخلة قوية لدرجة تصفيق الحضور وتعاطفهم الكبير معه.

وحاول بومالة الدفاع عن نفسه بقوّة بعد أن سمح له القاضي بأخذ الكلمة ، حيث وجه كلاما في غاية الروعة تعبر عن واقع مرير للمثقف الجزائري الذي سجن بتهمة قال بأنها ليست حقيقة بل ملفقة ولم يقم بأي تصرف يهين أو يمس هيبة الدولة ولا الجيش الوطني.

ووجهت لبومالة المتواجد رهن الحبس المؤقّت، منذ أكثر من 5 أشهر، تهمتين خطيرتين  “المساس بسلامة الوحدة الوطنية وعرض منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية”، وهما التهمتين اللتين  تم تكييفهما له على أساس ما كان ينشره على صفحته على فيسبوك.

 ونقل بعض الحاضرين في الجلسة بأن بومالة قال للقاضي، “إنّ هذه المحاكمة ليست محاكمته، ولكنها محاكمة للشعب الرافض للاستبداد والتوّاق للحرية، هذه محاكمة للحرّية ومحاكمة للقضاء وإن لم يكن القضاء حرًا، فهو ليس بقضاء، فالعدل أسمى من القضاء، والعدل هو ما قاله الأمير عبد القادر في رسالته الشهيرة، بأن دفاعه عن المسيحيين في الشام هو دفاع عن المسلمين، ودفاع عن حقوق الإنسانية”.

والتمس بومالة من القاضي، حسب ما ردده الحضور ، قائلا :” تصفح جيدا  سيدي القاضي  منشوراتي ، فإن وجد منها ما يمسّ بالوحدة الوطنية، سأقبل أن أضع رقبتي على المقصلة لا أن أبقى في السجن ” .

وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه محبو وأنصار بومالة أن يتم النطق بالحكم في نفس جلسة ليلة أمس والإفراج عنه مادام أنه استطاع أن يدافع عن نفسه بقوة، تم تأجيل النطق به إلى غاية 1 مارس المقبل ما جعلهم يصرخون في نهاية الجلسة غضبا من هذا القرار.

وتفاعل الكثير من النشطاء بالجزائر على مواقع التواصل الاجتماعي،  بشكلٍ ملفت للإنتباه مع قضية محاكمة الناشط السياسي فضيل بومالة التي استمرّت لساعات طويلة، التي حضرها بعض الصحافيين والنشطاء والمثقّفين، الذين اجتهوا في نقل كل صغيرة وكبيرة عن مجريات المحاكمة وما صرّح به المتهم والمحامون خلال الجلسة.

وقال الصحافي نجيب بلحيمر، في منشور له عبر الفايسبوك حمل عنوان “أنا فضيل بومالة، باسم الحرية أحاكمكم”، حيث كشف بلحيمر بأن بومالة  تحوّل خلال أكثر من ساعة إلى قاضٍ يحاكم النظام، ويذكّر بمعركته التي يربطها بما يسعى إليه الجزائريون من خلال ثورتهم السلمية، ويفرض نفسه على الجميع كثائرٍ من أجل الحرية بقوله : “أنا أؤمن بأن الحرّية هي الوطن”، حرية لم يسلبها منه وضعه في زنزانة،  وهو غير مستعدٍ للتنازل عنها حتى لو كلفه الأمر البقاء في السجن، حيث قال بومالة مدافعًا عن نفسه “أنا لست بريئًا، أنا ملتزم بقضيتي” على حد قول بلحيمر .

ووصفت الحقوقية والمحامية زوبيدة عسول، فور خروجها من المحكمة، محاكمة بومالة بــ”التاريخية” لأنّ فوضيل بومالة، حسب رأي الحقوقية، هو شخصية مثقّفة ومفكرة، حيث “دافع عن نفسه بمرافعة رائعة، تحدث فيها عن خمسة أشهر قضاها في سجن الحراش”.

وأضافت عسول ” هذه المحاكمة مهمّة لأنها تأتي بالتزامن مع مرور عام على بداية الثورة السلمية، حيث كان من بين الشخصيات التي نشطت الثورة الشعبية “.

من جهته قال الناشط سمير بلعربي، رفيق بومالة في الزنزانة قبل فترة، أن بومالة قد عرى النظام، وفضح ممارساته، وقد كان يناضل رفقة كل الجزائريين ، مضيفا “هي قضية العدالة الجزائرية التي يجب أن تتحرّر، وهي قضية كل الجزائريين التواقين إلى دولة وعدالة مستقلين” . 
 

Share
  • Link copied
المقال التالي