استيقضت مدينة البندقية (فينيسيا) الإيطالية صباح أمس الثلاثاء، على فاجعة غرق شقيقتين مغربيتين في ظروف غامضة في بحر المدينة.
وأوردت وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا” نقلا عن مصادر قضائية بالبندقية أن النيابة العامة باشرت تحرياتها للكشف عن تفاصيل الحادثة التي أودت بحياة الشقيقتين المغربتين التي عثرا عليهما جثتين هامدتين ويديهما متشابكين في جوف البحر بالضاحية الجنوبية للمدينة ساعات قليلة بعد حالة الإستنفار التي شهدتها مصالح الوقاية المدنية للبحث عنهما في الساعات الأولى من ليلة اليوم الثلاثاء.
وأضاف المصدر ذاته أن ربان أحد مراكب النقل العمومي الذي يربط مدينة فينسيا بمنطقة ليدو السياحية كانم قد أطلق نداء استغاثة دقائق فقط بعد منتصف ليلة الثلاثاء للبحث عن راكبتين اختفتيا فجأة من على المركب الذي كان يقوده وبحكم أنهما كانت الوحيدتان اللتان تقلان المركب قام الربان عند وصولها عند المحطة النهائية بالبحث عنهما بداية اعتقادا منه أن يكون النوم باغتهما، إلا أنه سيتفاجأ بعدم تواجدهما فوق المركب وبعد بحث دقيق لاحظ تواجد أحذيتهما وقارورة مشروب غازي كانت معهما، مما دفعه لإطلاق نداء استغاثة للبحث عن الراكبتين.
وعند حوالي الثانية والنصف ليلا تم العثور على جثتي الراكبيتن المختفيتين في مشهد مفجع بحسب ما كشف عنه “ضفادع” الوقاية المدنية بالبندقية حيث عثروا على الجثتين معا وهما متماسكتي الأيدي.
وبفضل الوثائق الشخصية التي كانت تحملها إحدى الضحيتين استطاعت مصالح الأمن الكشف عن هويتهما حيث تبين أنهما شقيقتين مغربيتين الأولى تبلغ من العمر43 سنة والثانية 39 سنة تقيمان بنواحي فينيسيا الشمالية وكانتا تتواجدان بإيطاليا بصفة غير انتظامية وسبق لأصغرهما أن تقدمت بطلب تسوية وضعيتها لأسباب إنسانية.
وأضافت “أنسا” نقلا عن أفراد من الجالية المغربية ببلدة “مارغيرا” التي كانت قيما بها الشقيقتان المغربيتان أنهما كانتا شبه مجهولتين بالنسبة لباقي أفراد الجالية المقيمين بذات البلدة نظرا لعدم ارتباطهما بأية علاقات اجتماعية بهم، وهو الكلام نفسه الذي أكده بعض جيرانهما الإيطاليين الذين أكدوا أن الشقيقتين بالرغم أنهما كانتا تقيمان بذات البلدة منذ بضعة سنين إلا أنهما كانتا جد متحفضتين في علاقاتيهما ولا تشاهدان إلا عند محطة الحافلات.
هذا وبالرغم أن حيثيات الحادثة وفق ما أدلى بها ربان المركب الذي كانتا تقلانه توحي بأن الشقيقتين قد تكونا قد أقدمتا على عملية انتحارية، إلا أن المحققين لا يستبعدون أي فرضية خاصة وأن تسجيلات كاميرات المراقبة لحظات فقط قبل ركوب الشقيقتين المغربيتين لمركب النقل العمومي أظهرتهما في حالة عادية كأنهما كانت في جولة روتينية، مع بقاء العديد من التساؤلات بدون إجابة إذ كيف استطاعتا الوصول إلى تلك المنطقة البعيدة عن بيتهما (حوالي 25 كلم) وفي ساعة متأخرة من الليل بالرغم من حالة الطوارئ الصحية التي تشهدها إيطاليا.
تعليقات الزوار ( 0 )