Share
  • Link copied

“ردّ الاعتبار للأحزاب الوطنية” يضع وهبي في مرمى نيران “الميزان” و”الوردة”

أثار تصريح عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للأصالة والمعاصرة، بشأن أن تصويت حزبه لصالح تعديل طريقة احتساب القاسم الانتخابي، لتصبح على أساس المسجلين، بدل الأصوات الصحيحة، جاء من أجل “رد الاعتبار للأحزاب الوطنية”؛ الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، اللذان تراجع عدد نوابهما بشكل كبير خلال الولاية التشريعية الحالية.

وقال وهبي في تصريح لـ”تيلكيل عربي”، إن “مجلس النواب أصبح يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، بينما تراجع حزبا الاتحاد الاشتراكي والاستقلال بشكل كبير، بما يجعلهما ضمن أحزاب الأقلية”، مضيفاً بأن حزبه أراد إنصاف الأحزاب الأخرى، بعدما كان سبباً في تراجعها من خلال استقطاب مرشحيها، عبر “آلية القاسم الانتخابي”، حتى لا تتحول تلك الأحزاب إلى أقلية.

وخلّف ما جاء على لسان وهبي، جدلاً واسعاً في المغرب، خصوصاً أنه جاء من شخص يفترض بأنه يقود حزباً معارضاً للحكومة التي يتواجد بها أحد الحزبين اللذين يريد قائد “الجرار”، أن ينصفهما، وهو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إضافة إلى أن شريحة مهمّةً من المنتمين لـ”الميزان” و”الوردة”، أعربوا عن رفضهم المطلقة لأي مزايدات من قبل أمين عام “التراكتور”.

وفي هذا السياق، قالت حنان رحاب، النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: “يعرف السيد وهبي أحد الذين يؤمنون بالمأثور المغربي الأصيل: (أجي يا فم وقول)، أن (البلاصة) التي وصل إليها الآن، قد حازها في ظروف خاصة، وهو أدرى بها، كما أنه لكي يكون منسجماً مع نفسه، فعليه أن يخجل حين يتحدث على أن حزبه أغلبي، والاتحاد والاستقلال حزبا أقلية”.

وأوضحت رحاب أن وهبي “وفي مخاولة لتبييض سجله، والبحث عن شرعية جديدة، والتخلص من تبعات تهمة: حزب الدولة، تبرأ من كل المسار السابق لرئاسته على الحزب، وأقر أن الحزب سرق مرشحين من أحزاب أخرى، وبالتالي فإذا رددنا كل برلماني من حزبه للحزب الذي كان يترشح فيه قبل انتخابات 2016، فربما سيكتشف وهبي الحجم الحقيقي للحزب بعيداً عن: غرور الدوبلاج”.

وتابعت: “يدرك السيد وهبي أن البام في حاجة إلى القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين إذا أراد أن يضمن الرتبة الرابعة في أحسن الأحوال، والأيام بيننا”، مسترسلةً: “قبل البام، وفي ظروف أسوء من هذه دعم أحزاب الإدارة، ثم انهارت، وبقيت الأحزاب الوطنية صامدة ووطنية”، على حد ما جاء في تدوينة رحاب.

وأردفت النائبة البرلمانية عن “الوردة”: “نعم وضع الأحزاب الوطنية الديمقراطية لا يسر، ولكنها نبتة أصيلة، وليست هجينة، قد تتراجع، ولكنها لا تموت”، مختتمةً: “وفي الأخير: ليس من اللباقة أن تقدم يا سيد وهبي مذكرة مشتركة مع حزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية، ثم تتحدث عن حليفك الاستقلال بتلك الصيغة غير المحترمة”.

وبدوره قال سعيد جعفر، المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي هو الآخر، في تدوينة على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”: “عنونها بـ: البام الذي خربه وهبي والذي سيفرغ في حدود ماي”، إنه “لولا داك البلان ديال الشرق الأوسط الكبير مكانش غادي يكون شي حزب سميتو الأصالة والمعاصرة، ومكانش غادي يكون اليوم شي أمين عام سميتو وهبي، مكانش فؤاد عالي الهمة غادي يخرج من القصر باش يمشي للمعرض الدولي باش يأسس حزب”.

وأشار جعفر إلى أن “بنكيران والعماري ووهبي والآخرين، هما نتاج واحد البلان كبير تقاد في مطابخ الإدارة الأمريكية ورغم أن المغرب كان عالم بيه، ولكن مكانش عندو التأكيد واليقين أنه غادي ميكونش صعب ويمكن يمس رأس الدولة، وفالحقيقة فما حدث في تونس ومصر وليبيا خلا شعار إسقاط النظام يجد له صدى في الاحتجاجات رغم أن ذلك مكانش فصالح البلاد”.

وزاد الفاعل السياسي نفسه، بأنه “وفي مواجهة هاد السيناريو وفي محاولة للتحكم فيه خرج الهمة من القصر ومشى ترشح فالرحامنة ورشح معاه خالو وفتيحة العيادي ومئات الأعيان لحماية تمغربيت كيفما قال فبرنامج خاص فدوزيم فنفس الوقت اللي كانوا شي دراري كياخدوا لفلوس باش يهزوا واحد اللافتة في الشارع مكتوب فيها: الهمة ارحل، والماجيدي ارحل، واللي كانوا ديما كيسبقوا واحد المجموعة سميتها كفاية تابعة للبيجيدي، وهادشي شفتو بعيني عن قرب”، حسبه.

ولم تخل ردود فعل الاستقلاليين من الغضب عما جاء على لسان وهبي، حيث قال عمر عباسي، النائب البرلماني عن حزب “الميزان”، ردّاً على استحضار عبد الله بوانو لما صرّح به الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن الاستقلال، حزبي وطني وديمقراطي وله تاريخ يجب أخذ بعين الاعتبار والحديث عنه بالحيطة والحذر.

ومن جانبه، ذكّر عمر حجيرة، القيادي الاستقلالي، “الجرار”، بأن حزب “الميزان”، متواجد في الساحة السياسية المغربية من الاستقلال عن الاحتلال، وترأس الحكومة دون أن يساعده أحد، مشيراً إلى أن حزبه سينخرط بقوة في دفع المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة، منبهاً إلى ضرورة إفراز الاستحقاقات المقبلة لحكومة منسجمة بعيدة عن الارتباك، حسبه.

Share
  • Link copied
المقال التالي