شارك المقال
  • تم النسخ

رحلة وزير الخارجية الإسباني إلى الجزائر تعقّد العلاقات بين حكومة مدريد والمغرب

وسط أزمة حادة بين المغرب والجزائر، وقبل زيارته الأولى إلى المغرب، اختار وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، التوجه صوب الجارة الشرقية من أجل لقاء عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، بغية التباحث في مستجدات إمدادات الغاز، بعد تهديد “قصر المرادية” بعدم تمديد اتفاقية الأنبوب المغاربي الأوروبي.

وقالت صحيفة “إل إسبانيول”، إن رحلة ألباريس إلى الجزائر، حملت أخبارا جيدة وأخرى سيئة، حيث أكد وزير الخارجية أن إمدادات الغاز القادمة من الجارة الشرقية للمغرب، ستكون كافية، موضحاً، دون تفاصيل إضافية، لقد تلقيت الضمان من عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، و”كذلك التزامه، لتلبية الطلب”.

أما الأخبار السيئة، فتتعلق، وفق الجريدة، بأن “التقارب بين مدريد والجزائر، زاد من حدة التنافس التاريخي بين المغرب وجاره الشرقي، ورفع التوترات بين البلدين، إلى جانب التهديد بإعادة الأزمة مع إسبانيا إلى نقطة البداية”.

وتابعت أن حوالي 45 في المائة من الغاز الطبيعي الذي تستورده إسبانيا يأتي من الجزائر، التي كانت قد هدّدت في الأسابيع الأخيرة، بقطع تدفق أحد خطي أنابيب الغاز، الذي يمرّ عبر التراب المغربي، صوب شبه الجزيرة الإيبيرية، والذي تمنح فيه الجارة الشرقية للمملكة حوالي 7 في المائة من الغاز، الذي يمرّ عبره، كرسوم.

وعرضت الجزائر، وفق اليومية، كحل بديل، تعويض كميات الغاز التي تتلقاها إسبانيا، عبر إرسالها في سفن محملة بالغاز الطبيعي المسال، وسط منافسة شرسة من الصين، التي بدأت تحصل هي الأخرى على إمدادات من الغاز الجزائري، مسترسلةً أن كل هذا، لم يقلق ألباريس، الذي صرح بعد لقائه بلعمامرة وتبون، أنه لن تكون هناك أي أزمة طاقة في الشتاء ولن ترتفع الأسعار.

وأبرزت “إل إسبانيول”، أن التقارب الإسباني الجزائري، سيؤدي حتماً إلى القطيعة مع المغرب، متابعةً أن المملكة وجارتها الجمهورية، واجهاً بعضهما البعض في حرب بين عامي 1963 و1964، وسط انحياز من الرباط لمعسكر الولايات المتحدة الأمريكية، ومن قصر المرادية للمعسكر الروسي، محافظتين على قطاع جيوسياسي جنوب أوروبا متوتر.

ومن بين أسباب المحتملة لتأزيم زيارة ألباريس للجزائر، للعلاقات بين حكومة بيدرو سانشيز، والرباط، هو أن الأزمة بين الرباط ومدريد، لم يتم طيها بشكل نهائي بعد، في انتظار اللقاء المرتقبة بين مسؤولي البلدين، مختتمةً: “يبقى أن نرى ما إذا كان تعزيز العلاقات التجارية بين مدريد والجزائر، سيثير ردا من طرف الرباط”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي