يشهد البحر الأبيض المتوسط أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يزداد عدد المهاجرين الذين يفقدون حياتهم أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الأوروبية، وتُظهر أحدث الإحصائيات ارتفاعًا حادًا في عدد المفقودين على الطريق البحري من الجزائر إلى إسبانيا، مما يسلط الضوء على خطورة هذه الرحلة وتدهور الأوضاع الإنسانية للمهاجرين.
وفقًا لتقرير صادر عن منظمة “كاميناندو فرونتراس”، ففي الأشهر الخمسة الأولى من العام، توفي عدد أكبر من المهاجرين بنسبة 55% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، واختفى ما مجموعه 175 شخصًا في البحر خلال رحلتهم إلى ألميريا وأليكانتي ومورسيا وجزر البليار في عام 2024 مقارنة بـ 113 شخصًا في عام 2023.
واستنادا إلى المصدر ذاته، فهذا يعني أن 62 شخصًا قد فقدوا أرواحهم في البحر الأبيض المتوسط، والأسوأ لم يأت بعد، لأن النصف الثاني من العام هو عندما تغادر المزيد من القوارب سواحل الجزائر.
وفي العام الماضي، توفي 434 شخصًا على هذا الطريق، مع زيادة حادة في عدد الضحايا خلال الجزء الثاني من عام 2023، والذي شمل أشهرًا مثل نوفمبر مع فقدان 147 شخصًا.
والطريق المعروف باسم الجزائر هو ثاني أكثر الطرق دموية على الحدود الأوروبية الأفريقية الغربية، حيث يسقط 1.15 حالة وفاة يوميًا من يناير إلى ماي، وخلف الطريق الأطلسي الذي ينتهي في جزر الكناري، والذي يبلغ إجماليه 4808 مفقودًا في الأشهر الخمسة الأولى، وطرق بحر البوران مع 47 حالة وفاة و 23 حالة وفاة في مضيق جبل طارق تكمل القائمة المظلمة.
الطريق الجزائري القاتل
وأوضح التقرير، أن المهاجرون الرئيسيون الذين ينطلقون في هذه الرحلة يأتون من الجزائر، على الرغم من أن الكيان سجل ضحايا يصل إلى 17 جنسية عبر جميع الطرق، وعلى متن القوارب البخارية، حدد الأشخاص الذين قرروا التحرك هدفهم على ساحل ألميريا.
ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، بهدف تجنب عنف مراقبة الهجرة، توسع الطريق مكانيًا، حيث أصبحت جزر البليار وفالنسيا وجهات جديدة، أكثر صعوبة وخطورة على الحياة التي تحاول الوصول إليهم.
وذكر تقرير منظمة “كاميناندو فرونتيراس”، أن نقص الموارد المعبأة للبحث عن السفن في المنطقة والتحذير المتأخر من حالات الخطر بسبب الخوف من عمليات الترحيل، يؤدي إلى “إخفاء المسار، حيث تختفي العديد من السفن دون أن تترك أثرا، مما يدخل العائلات في حالة من عدم اليقين بسبب اختفاء أحبائهم”، وهم يندبون حزنهم.
تعليقات الزوار ( 0 )