أبرز الملك محمد السادس في أول خطاب للعرش له يوم 30 يوليوز 1999 الخطوط العريضة لسياسته الداخلية، ليطمئن شعبه على أنه سيواصل النهج الذي كان يسير عليه والده طيب الله ثراه بخصوص الإقلاع الشامل للبلاد في ميادين التنمية، مؤكدا ضمن هذه الخطوط العريضة أنه سيولي قضية الصحراء المغربية الأهمية التي تستحقها، ومجددا العزم على أن تشغل قضية التعليم حيزا كبيرا من اهتماماته الآنية والمستقبلية لما تكتسبه من أهمية قصوى، ولما لها من أثر في تكوين الأجيال وإعدادها لخوض غمار الحياة والمساهمة في بناء الوطن بكفاءة واقتدار، والتطلع إلى القرن الحادي والعشرين بممكنات العصر العلمية ومستجداته التقنية، وما تفتحه من آفاق عريضة للاندماج في العالمية.
و لقد عرفت المملكة المغربية في ظل قيادة العاهل المغربي ، منذ تقلده الحكم عام 1999 ، تطورا ملموسا مكنه من الحصول على مكتسبات عدة على جميع الأصعدة ما جعله يحتل مكانة معتبرة على الصعيدين الدولي والعربي والأفريقي. فبفضل عبقرية الملك ، استطاعت بلادنا أن تشق الطريق باستمرار وانتظام لتخطو خطوات حثيثة على درب الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية و الثقافية و الإدارية و الدينية ، جعلت من المغرب دولة قوية بين دول العالم.
وتميزت الخمسة و عشرين سنة من حكم الملك محمد السادس بتنمية شاملة ، مضت خلالها المملكة نحو الحداثة وتعزيز الديموقراطية و حقوق الإنسان وبناء دولة القانون و تحقيق التنمية الشاملة و المستدامة على جميع المستويات ، حيث مثلت المملكة نموذجا في المنطقة ، مكنت من تكريس مشروع مجتمعي ديمقراطي حداثي و تحقيق منجزات ملموسة في مختلف الميادين من أجل الوصول إلى مصاف الدول الديمقراطية والمتقدمة .
إن المغرب، تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، عرف كيف يحقق المنجزات ويصنع النجاحات على كافة الأصعدة والمجالات. فقد ظل منذ تقلده الحكم قائدا لقاطرة التغيير في المملكة ، من خلال سياسة الأوراش الكبرى التي غطت كافة الميادين؛ من الاقتصادي والاجتماعي حتى السياسي والدبلوماسي و الحقوقي مرورا بالديني والأمني ، مما مكن المغرب من إرساء الأسس المتينة لمغرب جديد، متقدم و حداثي و مزدهر على جميع الأصعدة ، ينعم فيه جميع المغاربة في ظل الرفاهية و الرخاء .
فرغم الصعوبات و المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية التي مازالت تواجهنا ، و بعض الإخفاقات في التسيير الحكومي أحيانا ، ناهيك عن الاضطرابات الاجتماعية في محيطنا ، عرفت المملكة كيف تحقق إصلاحات مهمة لدعم و تعزيز استقرار المجتمع وضمان السلم الاجتماعي ، وإحداث نقلة نوعية في المشهد السياسي والمؤسساتي في شكل سلس وسلمي يواكب تطلعات الشعب المغربي التواق للتغيير و الرخاء، فضلا عن الزيادة من قوة ومتانة وصلابة النموذج الاقتصادي ، وتعزيز حقوق الإنسان في ظل المرجعية الكونية ، حيث ما فتئ العاهل المغربي يحرص على أن يعطي لهذا الجانب ما يستحق من العناية لما يوجد من ترابط وثيق بين التنمية المستدامة والديموقراطية وحقوق الإنسان، و على الدعوة في كثير من المناسبات بالالتزام باحترام حقوق الإنسان وضمان الحريات الفردية والجماعية في إطار دولة الحق والقانون ، و إرساء قواعد دستورية جديدة بما يضمن تقوية المؤسسات الدستورية و ضمان استقلال القضاء وتكريس التعددية السياسية وفصل السلط وسيادة القانون ، و سمو المواثيق الدولية الملتزم بها وإحداث البنيات المؤسساتية للحكامة وحقوق الانسان واتخاذ العديد من الاجراءات العملية لمحاربة الفساد و ربط المسؤولية بالمحاسبة .
ورغم كل هذه الإنجازات ، فإن ورش الإصلاحات يجب أن يظل مستمرا و مفتوحا ، كما يحتاج الى تعبئة شاملة ، تساهم فيها الحكومة و الهيئات السياسية و المجتمع المدني و كافة فئات المجتمع من أفراد و جماعات ، لأن الإصلاح شأن مجتمعي يهمنا جميع ، كل من موقعه، و ذلك لمواجهة التحديات ، خاصة الاقتصادية و الاجتماعية.
تعليقات الزوار ( 0 )