تنظم دار الشعر بمراكش، في ثاني ليالي رمضان الشعرية، غدا الجمعة، على الساعة العاشرة ليلا، فقرة جديدة ضمن برنامجها للموسم السادس وسمتها ب “رباط” وهي مخصصة لشاعر وشاعرة جمعهما “رباط الشعر والزواج”. كما يوقع الشاعر والباحث محمد بوعابد اصداره النقدي الحديث “حفريات في الشعر الملحون: دراسات في الشعر المغربي العربي الزاجل” (2023)، والذي صدر حديثا في جزء أول، ضمن برنامج توقيعات. وهكذا تواصل دار الشعر بمراكش اغناء برامجها على مستوى التدبير والتسيير، بمنظور حديث ينفتح على العديد من البرامج في نفس الآن، مما يجعل الشعر جنسا تعبيريا تتواشج فيه فقرات أخرى في انفتاح بليغ على أنماط القول الإبداعي.
ويحضر الزوجان الشاعران: حليمة الاسماعيلي ومولاي رشيد العلوي، الى جانب الثنائي الثاني حنان مضاري والحسين لغوالي. ويقرأ كلاهما قصائد فردية ومشتركة، بعض من سيرة حياة وحيوات، فيما يشبه حوارية مفتوحة أمام جمهور دار الشعر بمراكش. يظل الشعر الرابط المشترك والإقامة الفعلية، فيما يشكل رباط الحب الجسر الثاني ليلتئم المشترك، ولعل هاته الوشائج هي ما تؤسسه قيم الشعر وأفقها الفعلي نحو البعد والمشترك الإنساني.
فيما يصاحب محاورة الشاعر والباحث محمد بوعابد، حول كتابه حفريات في الشعر الملحون، ثلاثي فن الملحون من مراكش. الشاعر والمترجم محمد بوعابد، فاعل جمعوي ارتبط بالعمل الثقافي وبالشعر الملحون، أصدر عددا من المؤلفات منها ماء ريم (ديوان شعر)، اللؤلؤة (رواية)، حكايات افريقية، “من غواية المتفرد غويتسولو (دراسة مترجمة). يحاول الباحث في كتابه الشعر الملحون الإحاطة بهذا الفن، من حيث أصوله وأهم حواضره وتشريح لعناصر ومكونات مؤسسته الأدبية، فضلا عن خلفياته النصية وعلاقته بالزجل وبالشعر العربي القديم وبالموشحات.
ليلة “رباط” فضاء للتلاقي وللحوار، يلتئم فيها الشعر والحب والموسيقى والقراءة، في مواصلة حثيثة من دار الشعر بمراكش أن تجعل من برمجتها، التي انطلقت بفقرة “شعراء وحكواتيون” وشهدت نجاحا استثنائيا، منفتحة على أنماط القول التعبيري دون حدود مع جمهور الدار، وليكتمل التجانس وجماليات التلقي في حدودها وأيضا ترسيخ مفهوم “الدار”، دار الشعر والشعراء المغاربة، في أن تكون المؤسسة فضاء مفتوحا للشعر والأدب والحوار وترسيخ قيم المشترك الإنساني.
تعليقات الزوار ( 0 )