شارك المقال
  • تم النسخ

رئيس موريتانيا الأسبق يكشف تفاصيل الاتفاق حول الكويرة مع الراحل الحسن الثاني

كشف الرئيس المورتاني الأسبق، محمد خونة هيدالة، عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه بملك المغرب الراحل الحسن الثاني، في سنة 1979، بخصوص منطقة الكويرة، في أقصى جنوب المملكة، عقب الاتفاق الذي جمع نواكشوط وجبهة البوليساريو الانفصالية، معتبراً بأن مضمون الأخير كان مفاجئاً وعكس المتوافق بشأنه.

وقال هيدالة، في حوار إعلامي، إن اتفاقية 5 غشت 1979، كانت مفاجئة شكلاً ومضمونا وقانونا، ولم تكن تتوافق مع ما أمر به الوفد المتجه لملاقاة البوليساريو، مسترسلاً أنه اجتمع بهم لاحقا، بعد أزيد من أسبوع، وعاتبهم على مخالفة الإرشادات، ليتحججوا بأن “الوفد الصحراوي بدأ يضرب عليهم الطاوبة مطالبا بالخروج من الإقليم قائلاً: تلكم أرضنا ونحن أدرى بها المطلوب منكم الخروج، وفقعنا وثيقة الانسحاب”.

وتابع هيدالة، الذي تولى رئاسة موريتانيا بين الفترة الممتدة من 1979، و1984، أن الأمر نفسه، سبق وتكرّر معه في ليبيريا، حيث بدأ زعيم البوليساريو وقتها البشير مصطفى، بضرب الطاولة على الرئيس الموريتاني، مطالباً إياه بالانسحاب من وادي الذهب، مشدداً على أن الجبهة الانفصالية، “لو كانت حكيمة”، لما استردّ المغرب الإقليم، على حدّ تعبيره.

واسترسل أنه، بعد الاتفاقية، قامت البوليساريو، بمهاجمة بئر أنزران، أعقبه حشد المغرب لقواته على أطراف إقليم وادي الذهب، الذي كان ما يزال تحت حماية موريتانيا، الأخيرة التي كانت على عتبة الخروج من حرب، ولا ترغب في دخول أخرى، متابعة بأن هذا الوضع جعله يطير على وجه السرعة إلى الرباط، خصوصاً مع وجود فرق من الجيش المغربي بمدن موريتانيا الشمالية، باتفاق مع النظام السابق.

وأوضح أن الوضع الجديد دفعه للتوجه، بشكل سري إلى الرباط، حيث التقى بالملك الراحل الحسن الثاني، وشرح له موقف موريتانيا ونيتها الخروج من الحرب بشكل نهائي، والانسحاب من وادي الذهب، منبهاً إلى أن: “وجدت الملك يعلم بفحوة اتفاق الجزائر”، مردفاً أنه بغض النظر عمن سيسيطر على الإقليم بعد موريتانيا، إلا أن هناك نقطة ثابتة، وهي عدم انسحاب سلطات نواكشوط من لكويرة.

وأفاد هيدالة أنه أخبر الحسن الثاني، أن موريتانيا تعتبر لكويرة خطاً أحمراً، وعمقا أمنيا لها، ولا يمكن تركها مسرحا للحرب لأن قذيفة واحدة فيها، تعتبر انفجارا في انواذيبو عاصمة موريتانيا الاقتصادية، حيث طلب منه أن “تبقى تحت حمايتنا إلى نهاية النزاع”، مسترسلاً أن الملك المغربي اشترط أمرين اثنين، مقابل الاتفاق على هذه النقطة.

وواصل: “الحسن الثاني اشترط أن تعلم موريتانيا المغرب بانسحابها من إقليم وادي الذهب قبل يومين من الموعد، والشرط الثاني هو أن يتم تغيير والي انواذيبو سيد أحمد ابنجارة الذي اعتبره العاهل المغربي مواليا للزعيم الليبي معمر القذافي، وأحد الأشخاص الذين يقفون ضد مصالح المملكة”، موضحاً أنه قبل الأول، فيما رفض الثاني بمبرّر أنه مستحيل و”قرار سيادي”، وهو ما قوبل بالموافقة من الملك.

وتابع الرئيس الموريتاني الأسبق، في سرد عدد من الوقائع المرتبطة بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، بأنه بعد علمه، نهاية ديسمبر 1983، بإقدام المغرب على بناء حزام دفاعي ملامس “لحدودنا الشمالية، اتصلت بملك المغرب الحسن الثاني وقلت له أن لا يضعنا في حرج أمام الأمر الواقع، مما سيفرض على قوات البوليساريو، المرور من أراضينا في هذه الحالة سيفرض علينا الاعتراف بالجمهورية الصحراوية”، مردفاً، أن الحسن الثاني، “لم يأخذ الأمر بالجدية، فأقام الحزام، واعترفنا نحن بالجمهورية الصحراوية يوم 27 فبراير 1984”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي