أكد رئيس جمهورية مدغشقر، أندري راجولينا، اليوم الخميس بالدار البيضاء، أن العاصمة الاقتصادية مدينة ديناميكية وحديثة، و”واجهة للازدهار الاقتصادي الذي حققه المغرب”.
وأضاف راجولينا في كلمة خلال افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى “شوازول إفريقيا للأعمال”، أن “الدار البيضاء تعتبر واجهة للازدهار الاقتصادي الذي حققه المغرب على مدى العقود الأخيرة والذي يمثل نموذجا للقارة”، مشيرا إلى أنه “فخور” بأن يكون في المغرب ويحل ضيف شرف على هذه النسخة التي عقدت في العاصمة الاقتصادية للمملكة.
وعبر رئيس دولة مدغشقر عن “شكره العميق للملك محمد السادس” وللمغرب على حسن الضيافة والترحيب الحار الذي حظي به الوفد المدغشقري، معربا عن ارتياحه في كل زيارة يقوم بها للمغرب، وذلك “بالنظر للعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين”.
وفي هذا الصدد، ذكر بأن الملك الراحل محمد الخامس كان موضع ترحيب في مدغشقر كما لو كان في وطنه خلال فترة المنفى، وأن المرحومة الأميرة للا أمينة ولدت في مدغشقر.
وأشار السيد راجولينا إلى أن العلاقات القوية التي تجمع البلدين والشعبين تجسدت من قبل الملك محمد السادس من خلال بناء بمدينة أنتسيرابي، المدينة التي ولدت فيها المرحومة الأميرة للا أمينة، مستشفى “الأم والطفل” أكبر مركب للتكوين المهني مخصص لمهن قطاع السياحة والبناء والأشغال العمومية والمطعمة اللذان سيتم افتتاحهما قريبا.
وفي إشارة إلى منتدى “شوازول إفريقيا للأعمال”، أكد رئيس مدغشقر أن هذه التظاهرة تتيح الفرصة لمناقشة المشاريع الطموحة ومخططات التنمية، مبرزا أن هذه المشاركة بوفد كبير مؤلف من وزراء ورجال أعمال يشكل أيضا “فرصة للترويج لجمهورية مدغشقر” وعرض المؤهلات والمزايا التي يقدمها هذا البلاد لجذب المستثمرين الأجانب.
وأكد الرئيس الملغاشي، في تصريح للصحافة، أنه “لدينا علاقة صداقة جد قوية” مع المغرب، وأن رابط الصداقة هذا “يقودنا للمجيء إلى المملكة”، مشيرا إلى أن هذه المشاركة مدرجة أيضا في إطار العمل على تشجيع التصنيع.
وقال “نحن معجبون جدا بالتطور الذي يشهده المغرب لأن مدينة الدار البيضاء تمثل التحول الصناعي للقارة الأفريقية من خلال العديد من الصناعات”، مستشهدا بشكل خاص بصناعة السيارات التي تعتبر نموذجا يحتذى به.
وحسب راجولينا فإن مدغشقر تتوفر على مخطط إقلاع يهدف إلى العمل على التوجه نحو التنمية الصناعية للبلاد من خلال برنامج “One District, One Factory” لإنشاء مصانع في كل منطقة لتعزيز وخلق فرص شغل لفائدة شباب البلاد.
وتابع “لاحظنا أن الأزمات الصحية وكذلك آثار الأزمة في أوكرانيا الآن” تتطلب إعادة توجيه الأولويات نحو التنمية الصناعية داخل كل بلد، مشيرا إلى أن “البلدان التي تمكنت من التصنيع كانت قادرة على إنتاج كل شيء محليا”.
وختم بالقول إن “هذه هي البلدان التي استطاعت استيعاب الصدمات، ومن هنا تأتي أهمية هذا المنتدى الذي ينعقد في الدار البيضاء حتى نتمكن من تبادل المعرفة وتحقيق التنمية الصناعية في كل بلد أفريقي”.
يذكر أن الدورة الثالثة لمنتدى “شوازول إفريقيا للأعمال” افتتحت، اليوم الخميس بالدار البيضاء، بمشاركة رئيس جمهورية مدغشقر، أندري راجولينا، ورئيس الحكومة عزيز أخنوش.
ويجمع هذا المنتدى، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، حوالي 600 من صانعي القرار وكبار القادة الاقتصاديين والمؤسساتيين من بين الأكثر نفوذا في إفريقيا وأوروبا والخليج حول جلسات العمل التي تضع القارة الأفريقية في صلب المناقشات.
تعليقات الزوار ( 0 )