ضع رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في موقف محرج على الهواء، بعدما طلب الأول من باريس عدم التعامل بسلطوية مع الأفارقة.
وعندما حاول الرئيس الفرنسي التهرب بالقول “إنها آراء الصحافة وليس حكومة فرنسا”، ذكّره الرئيس الكونغولي بتصريح لوزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان.
وكان لودريان قد شكك في نتائج الانتخابات التي أُجريت في الكونغو عام 2019، وأسفرت عن فوز الرئيس الحالي تشيسكيدي، واصفًا ما جرى وقتها بـ”التفاهمات على الطريقة الأفريقية”.
وقال تشيسكيدي خلال مؤتمر صحفي عقده أمس مع ماكرون “أنتم تتحدثون عن الانتخابات في بلادنا، بينما كانت لديكم فضائح انتخابية في بلادكم، كتلك التي وقعت في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عندما تم إحصاء أصوات مواطنين فرنسيين تبين لاحقًا أنهم غير أحياء”. وتابع “عليكم أن تتعاملوا معنا باحترام، وتكفّوا عن التعامل معنا من منطلق أبوي”.
وأكد تشيسكيدي لماكرون أن العنف في الجزء الشرقي من البلاد الذي أدى إلى نزوح نحو 7 ملايين شخص، قد يؤخر الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر القادم.
وبدأ تسجيل الناخبين في بقية أنحاء البلاد، وحث تشيسكيدي -خلال اجتماع أمس في كينشاسا- ماكرون والاتحاد الأوربي على دعم خطة سلام وعملية للنازحين للعودة إلى ديارهم والتسجيل للتصويت.
وقال تشيسكيدي للصحفيين “إذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا نخاطر بتأخير كبير قد يؤثر في الموعد المخطط” للتصويت.
وأدى تصاعد العنف في شرقي الكونغو إلى نزوح أعداد من المواطنين أكثر من أي وقت مضى في تاريخ الصراع الممتد منذ 30 عامًا في المنطقة، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة. وتنشط أكثر من 100 جماعة مسلحة في الشرق الغني بالمعادن على الحدود مع أوغندا ورواندا وبوروندي.
وعانت فرنسا في الآونة الأخيرة انهيارا فوضويًّا للعلاقات مع بعض مستعمراتها السابقة في غربي أفريقيا، وتعكس زيارات ماكرون الأولى إلى الكونغو والجابون وأنغولا والكونغو الديمقراطية خلال الأيام الماضية رغبته في طي هذه الصفحة.
تعليقات الزوار ( 0 )