تزامنا مع الذكرى الـ10 لانطلاق حركة 20 فبراير الاحتجاجية، أو كما يصفها البعض بالنسخة المغربية للربيع العربي، كشفت نتائج استطلاع أجرته مؤسسة “الباروميتر العربي” عن مخاوف متنامية من تصاعد الاحتجاجات محل الدراسة.
وقالت الشبكة البحثية المستقلة، في تقرير لها، نشرته يوم أمس (الجمعة)، إنه في مثل هذا اليوم من سنة 2011، خرج آلاف المغاربة في عشرات المدن للمطالبة بإسقاط الفساد والاستبداد، وبالديمقراطية والكرامة.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن الحركة التي حملت اسم “حركة 20 فبراير” -نسبة لأول يوم خرج فيه المواطنون إلى الشوارع- تعد أكبر حركة احتجاجية في تاريخ المغرب المعاصر، وتعتبر مسؤولة بشكل كبير عن التحولات الدستورية والسياسية التي عرفها البلد منذ ذلك التاريخ.
وتشير البيانات البحثية للبارومتر العربي في نتائج الدورة السادسة في المغرب، أن أسباب خروج المواطنين إلى الشارع لازالت قائمة.
ووفقا للاستطلاع ذاته، قال 59 بالمائة من المواطنين المغاربة عند سؤالهم عن مدى انتشار الفساد داخل أجهزة الدولة، إنه موجود إلى درجة كبيرة أو متوسطة.
وأضاف التقرير، أنه فيما يخص الديمقراطية كقيمة مجتمعية، فقد اعتبر 79 بالمائة من المغاربة أن اختيار الحكام في انتخابات حرة أساسي بالمطلق أو أساسي نوعاً ما.
وأشار التقرير، إلى أن غالبية من المغاربة لا تزال تعتقد أن أولويات الحكومة يجب أن تركز على إصلاح التعليم ونظام الرعاية الصحية، وخلق فرص عمل جديدة.
وبخصوص انتشار الفساد على مستوى الدولة، فإن 15 في المائة يقولون إنه منتشر إلى درجة كبيرة، بينما يرى 44 في المائة بأنه متوسط، وعشرة في المائة إلى درجة متدنية، في مقابل 25 في المائة من أكد أنه لا يوجد فساد على الإطلاق.
وأبرز الاستطلاع أن 51 في المائة من يقول إن خصائص الديمقراطية واختيار الناس حكامهم في انتخابات حرة أساسي بالمطلق، بينما يرى 28 في المائة أنه أساسي نوعا ما، فيما اعتبر 11 في المائة أنه ليس أساسيا كثيرا.
وقال 36 في المائة ممن شملهم الاستطلاع، إن خلق فرص عمل جديدة هي أهم أفعال الحكومة لتحسين الظروف الاقتصادية، بينما يرى 11 في المائة أن رفع أجور الوظائف الموجودة من شأنها تحسين المعيشة، واعتبر 37 في المائة أن نظام التعليم أولوية.
يشار إلى أن الباروميتر العربي هو شبكة بحثية مستقلة وغير حزبيّة، تقدم نظرة ثاقبة عن الاتجاهات والقيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمواطنين العاديين في العالم العربي.
وتقوم الشبكة بإجراء استطلاعات للرأي العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ذات مستوى عالٍ من الجودة والمصداقية منذ عام 2006.
وتعتبر الشبكة أضخم مستودع للبيانات المتاحة في متناول العامة حول آراء الرجال والنساء في المنطقة. وتمنح نتائج الاستطلاعات فسحة للمواطنين العرب للتعبير عن احتياجاتهم واهتماماتهم.
تعليقات الزوار ( 0 )