شارك المقال
  • تم النسخ

دُورُ الْمُسِنِّينَ.. نُقْطَةٌ مُضِيئَةٌ بِالْمَغْرِبِ هَمَّشَتْهَا جَائِحَةُ “كُورُونَا”

في وقت سابق، كان المسنون يعتبرون ثمرة المجتمع، وتلك الوجهة الحكيمة التي يقصدها الشباب للاستشارة قبل اتخاذ الخطوات المهمة في حياتهم، وكانت مكانتهم عظيمة في الأسرة والعائلة والقبيلة، لا يحلو مجلس إلا بوجودهم، ولا تكتمل مناسبة إلا بحضورهم، يرشدون ويوجهون، ويعطون النصائح الثمينة، غير أن الزمن تغير، ورعاية الكبار تراجعت بشكل كبير، بعد أن باتوا في العديد من المجتمعات ثقلا على الأسرة، التي صارت ترسلهم لدور المسنين.

جائحة فيروس كورونا المستجد التي تتفشى في المغرب منذ شهر مارس الماضي، غيبت الكثير من الفئات عن الأضواء، مثل مرضى السرطان، بعد أن انصب كل التركيز على مواجهة “كوفيد-19″، بالإضافة إلى الأطفال الصغار، الذين وجدوا أنفسهم فجأة مسجونين في المنازل، إلى جانب نزلاء دور المسنين.

مباشرة بعد إعلان حالة الطوارئ الصحية في المغرب، خلال النصف الثاني من شهر مارس الماضي، وفرض إجراءات الحجر الصحي، وجد المسنون أنفسهم فجأة محرومين من الزيارات المتكررة، التي اعتاد بعض الأشخاص القيام بها للتخفيف عنهم، وذلك على خلفية فرض الحجر الصحي، ومنع التنقل بين المدن، وهي الإجراءات التي فرضت لتفادي انتشار الفيروس التاجي.

وأجبرت الحكومة على منع التنقلات بين المدن، الأمر الذي اضطر معه الكثير من المواطنين إلى تأجيل أو إلغاء الزيارات التي كانوا يعتزمون القيام بها إلى دور المسنين، سواء لرؤية أقرباء لهم، أو للترويح عن نفوس نزلاء هذه المؤسسة الاجتماعية، الذين تركهم أبناؤهم بها.

إلى جانب ذلك، فضل الكثير من المواطنين، القاطنين بنفس المدن التي تتواجد بها المؤسسات الاجتماعية المتكفلة برعاية المسنين، عدم التوجه إليهم، بحكم أنهم الفئة الأكثر تضررا من الفيروس التاجي، والتي نصحت منظمة الصحة العالمية وخبراء الصحة، بالابتعاد عنهم قدر الإمكان خلال هذه الفترة الاستثنائية.

وفي الجهة المقابلة، فرضت العديد من دور المسنين بالمغرب، إجراءات خاصة خلال الشهور الماضية، بهدف حماية النزلاء من خطر الإصابة بالعدوى، من بينها التعقيم المستمر لكل القاعات وجنباتها، وتوعية كبار السن بضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية، إلى جانب خضوع الكثير من المؤسسات للحجر الصحي، ومنع الزيارات.

ويصعب استمرار تفشي جائحة كورونا في المملكة، من عودة الرعاية لدور “رعاية المسنين”، نظرا لمخاوف تفشي الفيروس داخلها، حيث يمني الكثير من المواطنين النفس، بانتهاء كابوس “كوفيد”، والعودة لإقامة زيارات المواساة للفئات الهشة من كبار السن داخل المؤسسات الاجتماعية المتكفلة بهم.

يشار إلى أنه سبق لمجموعة من الأطباء أن حذروا من أن المسنين هم أكثر فئة معرضة للوفاة بسبب فيروس كورونا المستجد، في ظل ضعف الجهاز المناعي لديهم، موصين كبار السن بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات المتعلقة بالنظافة، مع العزلة والتباعد الاجتماعي، وتقليل الزيارات، نظرا لاحتمال تلقي عدوى الفيروس عبر إحداها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي