Share
  • Link copied

دمشق الجديدة.. دبلوماسيو شمال إفريقيا ينسجون تحالفاتهم في ظل مرحلة ما بعد بشار الأسد

بعد أيام قليلة من الاضطرابات التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بدأت السفارات والشخصيات الدبلوماسية من دول شمال إفريقيا في إعادة تنظيم أنفسهم في دمشق، في محاولة لطي صفحة الماضي وإعادة بناء العلاقات مع النظام الجديد.

ووفقاً لتقارير نشرتها “أفريكا أنتليجنس“، فإن الدبلوماسيين من دول مثل المغرب والجزائر وتونس وليبيا بدأوا في استئناف عملهم في العاصمة السورية، بعد فترة من التردد وعدم اليقين التي أعقبت انهيار النظام السابق.

ويبدو أن العديد منهم يسعون إلى تجاوز المواقف السابقة التي اتخذتها بلادهم خلال سنوات الصراع السوري، والتي امتدت لأكثر من عقد من الزمن.

وكانت دول شمال إفريقيا منقسمة بشدة خلال الصراع السوري، حيث دعمت بعض الدول المعارضة السورية، بينما وقفت أخرى إلى جانب نظام الأسد.

وعلى سبيل المثال، كانت الجزائر من بين الدول التي دعمت النظام السوري بشكل علني، في حين أن المغرب أظهر تعاطفاً مع المعارضة، واستضافت اجتماعات داعمة لها في مراكش عام 2012.

لكن مع سقوط الأسد، يبدو أن هذه الدول تسعى الآن إلى إعادة تشكيل سياساتها تجاه سوريا، في محاولة لتعزيز مصالحها في منطقة تشهد تحولات جذرية.

وقد أشارت التقارير إلى أن الدبلوماسيين الشمال أفارقة يعملون على إعادة بناء العلاقات مع القوى الجديدة في سوريا، بما في ذلك الحكومة الانتقالية والمعارضة المعتدلة التي تسعى إلى لعب دور في المرحلة المقبلة.

ورغم هذه الجهود، فإن إعادة بناء العلاقات مع سوريا لن تكون مهمة سهلة. فالصراع الذي دام أكثر من عشر سنوات ترك وراءه دماراً هائلاً وانقسامات عميقة داخل المجتمع السوري.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الدور الإقليمي والدولي في سوريا، بما في ذلك وجود قوات روسية وإيرانية، يضيف طبقة إضافية من التعقيد إلى جهود الدبلوماسيين الشمال أفارقة.

كما أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها دول شمال إفريقيا نفسها قد تحد من قدرتها على تقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار سوريا.

ومع ذلك، فإن بعض الدول، مثل المغرب، قد تسعى إلى لعب دور أكبر في عملية السلام من خلال تقديم الدعم الإنساني والمساعدات التنموية، كما فعلت سابقاً عندما أرسلت مستشفى ميدانيًا إلى مخيم الزعتري في الأردن لدعم اللاجئين السوريين.

وأشار التقرير إلى أن دبلوماسيي شمال إفريقيا في دمشق يواجهون مهمة شاقة ولكنها ضرورية. فإعادة بناء العلاقات مع سوريا ليست فقط مسألة دبلوماسية، بل هي أيضاً فرصة لتعزيز الاستقرار الإقليمي وإعادة تشكيل التحالفات في منطقة تشهد تحولات جذرية.

Share
  • Link copied
المقال التالي