Share
  • Link copied

دعوات لمؤتمر استثنائي لـ”البيجيدي”.. هل يعود بنكيران للمعترك السياسي؟

“هي هزيمة عكست انتصارا لعبد الإله بنكيران الذي ترك رئاسة الحكومة برأس مرفوع”، عبارة جاءت في خضم مذكرة من 8 صفحات، وجَّهها “مجهولون” للمجلس الوطني للحزب، داعين إلى عقد مؤتمر استثنائي قبل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، المزمع عقدها بحر عام 2021، ما اعتبره مهتمون إيذان بعودة بنكيران.

المذكرة التي تم رفض تسلمها بمقر العدالة والتنمية، عدَّدت الخيبات والهزائم التي أصابت الحزب منذ مرحلة ما يسمى إعلاميا بـ “البلوكاج”، حين لم يتمكن رئيس الحكومة آنذاك عبد الإله بنكيران من تشكيل الحكومة التي تمت عرقلتها طيلة 4 أشهر، قبل أن يُسمِّي الملك محمد السادس سعد الدين العثماني على رأسها.

وانتقدت المذكرة، طريقة التعامل مع بنكيران بعد تنحيه، من بينها إزالة جميع المواد المسجلة من الموقع الإلكتروني للحزب، واصفة تصريحات القيادي مصطفى الرميد علاقة بالحالة الاجتماعية لبنكيران والتعاقد الذي خُصِّص له من طرف الملك محمد السادس بـ “المخزية”.

تعليقا على مضامين المذكرة، قال حسن حمورو عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن الوثيقة لا تحمل جديدا سواء على مستوى التشخيص أو رصد التحولات والأحداث التي عاشها الحزب، وأغلب مضامينها يُناقش في اجتماعات مؤسسات الحزب، وبين مناضليه سواء في اللقاءات التكوينية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل إن ندوات الحوار الداخلي الوطنية والجهوية والإقليمية تصدت للكثير مما أثارته المذكرة، لذلك لا ينبغي أن تُحمّل أكثر مما تحتمل، وإنما وجب التقاط رسالتها بالاستيعاب اللازم.

يسيؤون لشخص بنكيران

جواد الشفدي، رئيس المرصد المغربي للمشاركة السياسية، قال لـ “بناصا” إن المذكرة قانونية من حيث الشكل، موضحا أن القانون الأساسي لحزب العدالة والتنمية يجيز عقد مؤتمر استثنائي يدعو له ثلثا المجلس الوطني، ولو أنه أمر لم يسبق له أن وقع يوما في تاريخ الحزب.

وتساءل الشفدي عن الظرفية التي قدمت خلالها المذكرة والهدف وراءها، وعن الواقفين وراء المبادرة، لافتا إلى أن ” من يريد التغيير يجب أن تكون له الشجاعة للظهور للعلن، وإظهار أسمائهم وهوياتهم، والدفاع عن أطروحتهم”.

ويرى المتحدث، أن من يُعيدون بنكيران للواجهة بهذا الطريقة ويظنون أنهم يدافعون عنه، يسيؤون لشخصيه ولمساره.

أما حمورو فيعتبر أن بنكيران لم يغادر الساحة السياسية أو الحياة الداخلية للحزب حتى يتم الحديث عن عودة محتملة، “بنكيران حاضر ويتابع ويتفاعل، وأفكاره لم تعد ملكا له لوحده”، متابعا “في رأيي الانتخابات ليست هي كل شيء بالنسبة لبنكيران، لأن الرجل مهموم بالإصلاح في البلاد وبكيف يمكن لحزب العدالة والتنمية أن يبقى أداة فاعلة في هذا الإصلاح”.

هل تقسم المذكرة صفوف “البيجيدي”؟

في تقدير حسن حمورو، لن يكون للمذكرة أي تهديد على وحدة الحزب، لأن العدالة والتنمية حزب كبير وليس حزبا هشا، كما أنه ليس جمعية حيّ يمكن أن تزعزعه مذكرة تطالب بمؤتمر استثنائي.

وأضاف المتحدث لـ “بناصا” أنه سبق للحزب أن عرف مبادرات أقوى وفي سياقات حارقة لكنه تجاوزها بالاستيعاب اللازم وبإعمال قوانينه وفتح المجال للنقاش داخل مؤسساته، والذي يهدد الحزب حقيقة هو التراجع عن مواقفه المقاوِمة للفساد والاستبداد والتحكم والسلطوية، أو ركوب موجة التنازلات بدون مكاسب سياسية وديمقراطية،  أما النقاش الداخلي مهما كانت فيه تجاوزات لن تؤثر على الحزب.

الشبيبة .. علامة استفهام

من وجهة نظر عضو المجلس الوطني لحزب المصباح، فقد كان الحزب دائما فضاء للنقاش والتعبير عن الآراء بكل حرية، ولطالما شكل الاختلاف الذي يعرفه مصدر غنى وتنوع ونقطة قوة للحزب، ولذلك تداول بعض أعضائه لمذكرة تطالب المجلس الوطني بالدعوة لمؤتمر استثنائي، أمر عاد ولا يخرج عن ما هو متعارف عليه في الحياة الداخلية للحزب.

إلا أن ما استرعى انتباه المتحدث، ما اعتبره عنصرا غريبا عن الثقافة التنظيمية للحزب، ” إقحام الشبيبة على الأقل على مستوى هويتها البصرية وحديث المذكرة باسم أعضاء في الشبيبة، وهذا مما ينبغي تصحيحه، على اعتبار أن الشبيبة هيأة موازية للحزب وتشتغل في إطار الالتزام والانضباط لمشروعية مؤسسات الحزب”.

حمورو ختم حديثه لـ “بناصا” قائلا، ” نعم يمكن للشبيبة أن تعبر أن مواقفها وأن تقترح على الحزب، ولكن لا يمكنها أن تنخرط في اصطفافات داخل الحزب أو تدعو لمؤتمر استثنائي للحزب”.

Share
  • Link copied
المقال التالي