شارك المقال
  • تم النسخ

دراسة “زلزالية” شاملة لمضيق جبل طارق لضمان سلامة النفق البحري المستقبلي بين المغرب وإسبانيا

أعلنت شركة “سيسيجسا” الإسبانية، المسؤولة عن دراسة مشروع ربط إسبانيا ومغرب بنفق تحت مضيق جبل طارق، عن إطلاق حملة جديدة للبحث الزلزالي لتقييم جيولوجيا المنطقة بشكل أدق.

ويأتي هذا الإجراء في إطار جهود متواصلة لتطوير هذا المشروع الطموح الذي من شأنه أن يربط بين القارتين الأفريقية والأوروبية.

وستقوم الشركة بتأجير أجهزة قياس الزلازل لوضعها في قاع البحر، وذلك بهدف جمع بيانات دقيقة حول النشاط الزلزالي في المنطقة. وستساعد هذه البيانات على فهم أفضل لطبيعة القشرة الأرضية تحت مضيق جبل طارق، مما سيساهم في تصميم نفق آمن ومستدام.

وتعود جذور التعاون بين إسبانيا والمغرب في مجال دراسة إمكانية ربط القارتين عبر نفق إلى عام 2010، حيث وقعت الشركتان المعنيتان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في هذا المجال. ومنذ ذلك الحين، تم إجراء العديد من الدراسات والمسوحات الجيولوجية والجيوفزيائية، والتي أظهرت أن المنطقة تتمتع باستقرار جيولوجي نسبي.

وأكدت الدراسات السابقة التي أجريت في هذا المجال أن النشاط الزلزالي في منطقة مضيق جبل طارق ضعيف نسبيًا، وأن الزلازل التي تحدث تكون عميقة وغير مؤثرة على سطح الأرض. كما أشارت الدراسات إلى أن المنطقة تتمتع بظروف جيولوجية مناسبة لحفر نفق.

وشهدت السنوات الأخيرة تجدد الاهتمام بمشروع ربط إسبانيا ومغرب بنفق، حيث خصصت الحكومتان الإسبانية والمغربية ميزانيات ضخمة لدراسة وتطوير هذا المشروع. كما تم توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين لتعزيز التعاون في هذا المجال.

ويعتبر مشروع ربط إسبانيا ومغرب بنفق مشروعًا استراتيجيًا ذا أهمية كبيرة للبلدين وللقارتين، فمن شأنه أن يعزز التبادلات التجارية والسياحية والثقافية بين البلدين، وأن يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، كما أنه سيختصر المسافات ويسهل حركة الأشخاص والبضائع بين أوروبا وأفريقيا.

ورغم التقدم الذي تم إحرازه في هذا المجال، إلا أن هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها قبل البدء في تنفيذ المشروع، من بينها التحديات التمويلية والتقنية والبيئية.

وتعد الدراسات الجيولوجية التي تقوم بها شركة “سيسيجسا” خطوة مهمة نحو تحقيق حلم ربط إسبانيا ومغرب بنفق تحت مضيق جبل طارق. ومن المتوقع أن تساهم هذه الدراسات في تقديم صورة أوضح عن جدوى المشروع وتحديد التحديات التي يجب مواجهتها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي