شارك المقال
  • تم النسخ

دبابات تجوب شوارع مليلية المحتلة.. مصادر إسبانيا تكشف طبيعة التحركات العسكرية

خلفت صور انتشار مجموعة من الدبابات في شوارع مدينة مليلة المحتلة، جدلاً واسعا في المغرب، بعدما اعتبرتها بعض وسائل الإعلام حالة “تأهب عسكري” من قبل الجارة الشمالية، بسبب الأزمة الدبلوماسية التي تمرّ بها العلاقات بين البلدين، والتي لم يجد الطرفان مخرجا لها بعد، رغم الرغبة المعلنة في تصريحات المسؤولين.

وقالت جريدة “فوزبولي”، إن صورة مرور الدبابات في شوارع مليلية، لم تمر مرور الكرام، لا بين سكان المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي، ولا حتى في المغرب، حيث أثار عبور طابور طويل من دبابات الجيش الثلاثاء الماضي، العديد من التساؤلات، متابعةً أن هذا التواجد كان لأسباب لوجستيكية، حيث كان الجيش يختبر سعة شحن الدبابات الجديدة داخل سفية “يسابيل” الحديثة.

وأضافت أن العلاقات بين مدريد والرباط لا تزال بعيدة عن التطبيع، حيث ما تزال سفيرة المغرب غائبة عن مقر عملها بإسبانيا، بعد الأزمة التي نجمت عن قبول حكومة بيدرو سانشيز، دخول إبراهيم غالي للاستشفاء بمستشفى لوغرونيو، مبرزةً أن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، كان قد طالب بالحذر والصبر من أجل إعادة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها.

واسترسلت أنه رغم التطورات الإيجابية لمسار تحسين العلاقات بين البلدين، إلا أن هناك بعض التحركات التي ما تزال تحت المراقبة عن كثب من قبل حكومة مدريد، من قبيل إنشاء المغرب لمزارع أسماك في المياه القريبة من جزر شافاريناس، مواصلةً أن هذا السياق، هو ما جعل وجود دبابات في شوارع مليلية، مثيراً للانتباه.

وذكرت الجريدة الإسبانية، أن الدبابات جاءت من كتيبة الفرسان “الكانتارا 10″، وهي وحدة مقرها مليلية، حيث انتقلوا من مقرهم المعتاد إلى ميناء المدينة، المكان الذي كانت السفينة “يسابيل”، تنتظرهم فيه، وهي سفينة النقل اللوجستيكي الجديدة التابعة للجيش، بحوالي 16361 طنا، وطولها 149 مترا، وعرضها 21 مترا، وارتفاعها 27 مترا، بدأت العمل في يونيو 2021.

استرسل المصدر نفسه، أن الدبابات المذكورة، وعلى الرغم من أنها من الجيش، إلا أنها تدار من قبل أفراد البحرية الإسبانية، وقد جاء تحركها في المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي، من أجل اختبار “قدرات النقل اللوجستيكي عن طريق البحر للقوات المسلحة، سواء في الأراضي الوطنية أو في منطقة العمليات المفترضة”، وفق ما نقلته عن وزارة الدفاع.

ونبهت إلى أن السفينة الجديدة التي جرى اختبارها، تتكون من سبعة طوابق وطاقم من ستين بحارا، وستة ضباط، بسعة شحن تزيد عن ألف مركبة عسكرية ودبابات قتالية، مبرزةً أن “هذه الأنواع من السفن، ضرورية للدعم اللوجستيكي للوحدات العسكرية، لكل من سبتة، مليلية، الصخور والجزر التابعة لإسبانيا في شمال إفريقيا، أخربيل الكناري والبليار، وإلى مفارز البعثات في الخارج في لبنان وتركيا”، حسب وزارة الدفاع.

واختتمت بأن هذه القدرات، كان يفترض اختبارها، ومن هنا جاء نقل الدبابات القتالية عبر شوارع مليلية، والمسافة بين مقر الجيش وميناء المدينة كان قصيرا، وهو عامل حاسم في اختيار هذا الفوج من أجل فحص قدرات يسابيل، لأنه في حال جرى تطبيق المناورة في شبه الجزيرة، كانت الطريق التي سيقطها أسطول الدبابات ستكون أطول لغاية الوصول إلى الميناء”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي