شارك المقال
  • تم النسخ

دار”فالينو”.. معلمة تاريخية مغربية أوصلها “الإهمال” إلى مشارف الانهيار

رغم أنها محاطة بالسياج، إلا أن ذلك لا يمنع أي مارّ من أخذ حذره، مخافة أن يباغته ركام منهار من البناية المهترئة المطلة على أحد أزقة مدينة تارجيست بإقليم الحسيمة،  “دار المقيم الإسباني”، أو دار “فالينو”، هي أسماء يطلقها سكان المنطقة على إحدى المعالم التاريخية المغربية، والتي جعلها الإهمال على مشارف الانهيار، رغم مقاومتها المستميتة لعوامل الزمن، ساعية للبقاء واقفة مذكرة بحقبة، رغم مرارتها، إلا أنها ترسخ لزمن جميل؛ حين طرد المقاومون المستعمر، وبقيت أثاره وراءه، تدل على نصر أهل الأرض على الغزاة القادمين من الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط.

رؤيتها عن قرب تختزل على عقلك مسافات الزمن الطويل، تقف بك للحظات أمام “قصر الحمراء بغرناطة”، وتأخذك لـ”الخيرالدا بإشبيلية”، ثم تطير بخيالك لتريك ملحمتي “العروي” و”أنوال”، قبل أن يعود بك الخوف من سقوط قرميدة من السقف، إلى الواقع حيث أنت. “بناية كما كانت شاهدة على الاحتلال الإسباني للشمال المغربي، فهي أيضا شاهدة على طرد جيش الغزاة من أرض الوطن”، هذا ما قاله ياسين لـ”بناصا” وهو أحد السكان المحليين، الذين يمنون النفس بأن يتم “ترميم المعلمة قبل فوات الآوان”.

يحيى أحد قاطني تارجيست، قال في تصريح لـ”بناصا”، إنه وبالرغم من إعطاء جلالة الملك محمد السادس، لانطلاقة مشروع لإعادة ترميم المعلمة، إلى جانب تشييد كورنيش بالمدينة، خلال الزيارة الملكية سنة 2008، إلا أنه لا شيء من هذا، نفذ من طرف المسؤولين بالرغم من مرور 12 سنة على الأمر لحدود الآن”، لتبقى دار “فالينو”، وحيدة تنتظر من ينقذها من الانهيار.

ياسين امرزكيو، واحد من نشطاء المدينة، قال لـ”بناصا”، إن دار المقيم الإسباني هي رمز تارجيست، “أو باختصار شديد، تارجيست هي دار المقيم، تاريخيا وثقافيا، لأنها أول شيء تم تشييده في هذه المدينة”، مضيفا، بأنها دخلت لمطامع “لوبيات العقار، الذين يرغبون في الاستفادة من الأرض التي تتواجد عليها المعلمة”، علما أن “هناك أقاويل تتحدث على أنه فعلا، تم تفويت الأرض لأحد المنعشين العقاريين، ما دفع بعض الساكنة للمطالبة بفتح تحقيق في الأمر”.

وأوضح المتحدث، بأن “لوبيات عقار، حاولت منذ فترة الحصول على القطعة الأرضية التي تتواجد بها المعلمة، من الجماعة، غير أن الاحتجاجات التي أعقبت هدم المجلس للجناح الشرقي لها، دفعت لتأجيل الأمر، وتركها لغاية انهيارها من أجل تفويت الأرض لإحدى الشركات العقارية، تماما كما حصل في المنطقة التي كانت تتواجد بها القشلة، وهي على بعد أمتار قليلة من دار فالينو”.

واستطرد:”القشلة كانت منهارة تماما ولا تعتبر من المعالم التي يفترض حمايتها في المدينة أو الإقليم، لذا لا مشكلة لدي في استغلالها لتنفيذ أي مشاريع لصالح المدينة وسكانها، عكس دار المقيم، التي تعتبر هي نفسها تارجيست، ولا يعقل أن يتم هدمها أو تركها للانهيار دون تحريك ساكن”، خاصة أنها تعتبر من المعالم التاريخية المغربية، وفق قرار وزارة الثقافة، الصادر في الجريدة الرسمية عدد 6180، بتاريخ 2 غشت من سنة 2013.

أحلام التارجيستيين، جعلتهم يحاولون ترميم المعلمة باستخدام برنامج “الفوطوشوب”، حيث قاموا بتناقل صورة لـ”دار فالينو”، وهي في حلة جميلة، وكأنها إحدى مآثر الأندلس، غير أن الأماني تصطدم بالواقع، الذي جعل هذه “المعلمة تسير نحو الانهيار، في ظل تغاضي المسؤولين عنها، واستمرارهم في نهج سياسة الآذان الصماء في وجه كل المطالبين بترميمها”، حسب قول محمد، ابن المدينة الواقعة على بعد حوالي 72 كيلومتر، جنوب غرب الحسيمة لـ”بناصا”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي