شارك المقال
  • تم النسخ

“خَالِف تُطرَد”.. مُسلسلُ نسفٍ للدِّيمُقراطية الدّاخلية بِحزبِ “التقدم والاشتراكية”

منع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله عضوين من حضور اجتماع للحزب وأشار أنه لا يمكن أن يواصل الاجتماع بحضورها في إشارة لكونها “غير مرغوب بهما”.

ويتعلق الأمر بعضو المكتب السياسي للحزب عز الدين العمارتي وفاطمة السباعي اللذان راسلا نبيل بنعبد الله والمكتب السياسي للحزب من أجل إدراج مناقشة الوثيقة السياسية “سنواصل الطريق” ضمن جدول أعمال اجتماع المكتب السياسي والدورة المقبلة للجنة المركزية.

حريٌّ بالذكر أن الوثيقة السياسية “سنواصل الطريق” التي “أغضبت” بنعبد الله هي مبادرة أطلقها مناضلون من الحزب للمصالحة الشاملة والنقد الذاتي وتهدف بالأساس إلى خلق نقاش سياسي وتنظيمي داخل الحزب وانتخاب قيادة جديدة تُصَالح الحزب مع قواعده ومع المواطنين.

وارتباط بالموضوع قال عز الدين العمارتي أنه “ذهب أمس لحضور اجتماع المكتب السياسي بمعية الرفيقة فاطمة السباعي بعدما سبق وراسلنا الأمين العام والمكتب السياسي قصد إدراج مناقشة الوثيقة السياسية لمبادرة “سنواصل الطريق” ضمن جدول أعمال اجتماع المكتب السياسي والدورة المقبلة للجنة المركزية، ولكننا بمجرد دخولنا قاعة الاجتماع فوجئنا بالأمين العام يقول بأننا ممنوعان من حضور الاجتماع وأنه لا يمكن أن يواصل الاجتماع بحضورنا.”

مضيفا في تدوينة على حسابه الرسمي “أن الأمر قوبل بصمت أعضاء المكتب السياسي ومن تحدث منهم هاجمنا بأسلوب غير لائق، خصوصا في حق الرفيقة فاطمة السباعي، مع منعنا بشكل مطلق من الكلام.”

وزاد عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية” بشكل حضاري واحتراما لحزبنا قررنا المغادرة، رغم أن منعنا هو إجراء غير قانوني ويوضح بجلاء ما وصل إليه حزبنا من تسلط وتجبر الأمين العام، وتصرفه في حزب تاريخي عريق كأنه ضيعة وبها عبيد وخدَّم”.

وأكد أن “ما جرى اليوم يبين أن المبادرة التي أطلقناها للمصالحة الشاملة والنقد الذاتي على صواب وأصبحت ضرورة حتمية لإنقاذ الحزب وتصحيح مساره.”

وقالت فاطمة السباعي أنه بعد توقيعها على الوثيقة السياسية “سنواصل الطريق”، هاتفها الامين العام من أجل دفعها إلى سحب توقيعيها وأكدت أن ذلك أمرا غير قانوني ويعتبر حق من حقوقها الدستورية.

وكتبت أنه “نظرا لأهمية المَضوع اقترحت على الامين العام عقد اجتماع أفضل من مكالمة هاتفية، إلا أن الامين العام ربط موافقته للاجتماع بسحبي للتوقيع،” مضيفة أنها “عندما حاولت التوضيح داخل المكتب السياسي المنعقد أمس قال كريم التاج بطريقة عنيفة يعاقب عليها قانون العنف ضد النساء “ماعندكش الحق تناقشي وشكون انت باش يجتامع معك الامين العام”.

وأشارت السباعي أنها  ” بعثت للمكتب السياسي رسالة وقعتها مع الرفيق عز الدين العمارتي عضو المكتب السياسي مطالبين بإدراج الوثيقة (التي وقعها ازيد من 190 رفيق ورفيقة) في جدول اعمال اجتماع المكتب السياسي المنعقد أمس”…

وأردفت “عند التحاقنا بالاجتماع تمت معاملتنا بطريقة بعيدة كل البعد عن الديمقراطية ولم يسمح لنا بحضور الاجتماع السالف الذكر، ولا حتى أخد الكلمة حيث تعالت أصوات مرتفعة من اليمين ومن الشمال أو بالأحرى صوتين لرفيقين، منعتني من أخد الكلمة.”

من جهة أخرى أقر أعضاء من الحزب في هذا الصدد أنهم توصلوا بتحذيرات من أجل عدم مساندة مبادرة “سنواصل الطريق” في إشارات على أنهم ينتظرهم نفس “العقاب” الذي حل بعضوي المكتب السياسي.

ويشار أن وثيقة “سنواصل الطريق” انبثقت من نقاش وطني سياسي وتنظيمي واسع، في العديد من المحطات، واختار معها ثلة من مناضلي الحزب أن تكون هذه المبادرة فرصة لتعميق النقاش، حول الاختلالات التي عاشها الحزب وما واكبها من استقالات وطرد لمناضلين ممن ترعرعوا في هذا الحزب.

وأحدثت نقاشا سياسيا واسعا داخل الحزب، وغدت تحشد لها مزيدا من الدعم في صفوف المناضلين، غير أن الأمين العام نبيل بن عبد الله رفضها، علما أن الوثيقة توجهت إليه مباشرة بالنقد وتطالبه بالتنحية من الأمانة العامة، بعدما تبث فشله شعبيا ومؤسساتيا.

كما أن الوثيقة قدمت قراءة لمسلسل العمليات الانتخابية، في الوقت الذي حافظت فيه القيادة على صمتها وعجزها في التعاطي مع الأحداث بالجرأة المطلوبة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي