Share
  • Link copied

خلال أدائه القسم الدستوري.. قائد انقلاب الغابون يتعهّد بإعادة السلطة إلى المدنيين

أدى الجنرال بريس أوليفي نغيما اليمين أمام المحكمة الدستورية للغابون، رئيسا مؤقتا للبلاد خلال حفل أذيع على التلفزيون اليوم الاثنين، وذلك بعد أن أطاح المجلس العسكري بالرئيس علي بونغو في انقلاب الأسبوع الماضي.

ووعد نغيما “بإعادة السلطة إلى المدنيين” عبر “انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية” لكن بدون تحديد موعدها.

وطلب مشاركة كل “القوى الفاعلة للأمة” في وضع “دستور جديد” “سيتم اعتماده عن طريق استفتاء”، “لمؤسسات أكثر احتراما لحقوق الإنسان والديموقراطية”. وأضاف في خطابه بعد أداء اليمين رئيسا للجمهورية أمام قضاة المحكمة الدستورية المنتهية ولايتها أنه في نهاية هذه العملية: “نعتزم إعادة السلطة للمدنيين من خلال تنظيم انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية”.

ومنذ قيادته الانقلاب العسكري الأربعاء، يظهر نغيما يوميا محاطا بضباط كبار من قوات الجيش والدرك والشرطة.

وباستثناء شريحة من المعارضة السابقة التي لا تزال تطالب العسكريين بتسليم السلطة إلى المدنيين وتحديدا إلى مرشحها الذي حل ثانيا في الانتخابات، يبدو نغيما متمتعا بتأييد غالبية من المواطنين الذين ينزلون يوميا إلى الشارع لإبداء تأييدهم للجيش الذي “حررهم من عائلة بونغو”.

وحكمت العائلة منذ أكثر من 55 عاما هذه الدولة النفطية الصغيرة التي تعدّ من الأغنى في وسط إفريقيا، غير أن الثروات فيها تبقى محصورة بيد النخبة الحاكمة التي تتهمها المعارضة والانقلابيون بـ”الفساد” و”سوء الإدارة”.

وانتخب علي بونغو أونديمبا (64 عاما) عام 2009 بعد وفاة والده عمر الذي قاد البلاد لأكثر من 41 عاما.

الحرس الجمهوري

وأعلن العسكريون فجر الأربعاء “نهاية نظام” بونغو، بعد أقل من ساعة على إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 26 أغسطس، متهمين إياه بتزوير النتائج.

وأكد أوليغي أن الانقلاب جرى “بدون إراقة دماء”. ولم يعلَن وقوع قتلى أو جرحى إلى اليوم.

وغداة الانقلاب، عيّن قادته قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي نغيما (48 عاما) على رأس “لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات”.

وندد الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وقسم كبير من العواصم الغربية بالانقلاب، غير أن هذه المواقف ترافقت بصورة عامة مع إشارة إلى أنه “مختلف” عن الانقلابات الأخرى التي شهدتها القارة وطالت ثماني دول خلال ثلاث سنوات، موضحة أنه تلي انتخابات يُشتبه بأنها شهدت عمليات تزوير.

ومضى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى حد التحدث عن “انقلاب مؤسساتيّ” سبق الانقلاب العسكري.

وحرص أوليغي نغيما منذ الانقلاب على إجراء محادثات بصورة متواصلة مع مجمل “القوة الحية في الأمة” شملت رجال الدين وقادة الشركات والنقابات والمجتمع المدني وعدد من الأحزاب السياسية والوزراء السابقين والمنظمات غير الحكومية والدبلوماسيين والجهات الممولة والصحافيين، فدوّن خلالها ملاحظات وردّ مطولا على التساؤلات والشكاوى.

فساد

ويؤكد الرجل القوي الجديد في ليبرفيل أن مكافحة الفساد وسوء الإدارة ستكون على رأس أولوياته، فضلا عن “النهوض بالاقتصاد” وإعادة توزيع العائدات والثروات على المواطنين.

ووعد الجمعة بتنظيم “انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية وهادئة”، بدون أن يحدد تاريخا لذلك.

وهو يعتزم قبل ذلك اعتماد دستور جديد “من خلال استفتاء”، يضمن قيام “مؤسسات أكثر ديمقراطية … واحتراما لحقوق الإنسان”، مشددا في المقابل على وجوب “عدم التسرع”.

ولا يزال حظر التجول الذي فرضه نظام بونغو مساء الانتخابات ساريا ولو أن الحياة عادت إلى مجراها الطبيعي بعد يوم واحد على الانقلاب.

ووضع بونغو في الإقامة الجبرية في ليبرفيل، بينما أفاد محامو زوجته سيلفيا بونغو التي تحمل أيضاً الجنسية الفرنسية أنّ موكّلتهم محتجزة من دون أيّ تواصل مع العالم الخارجي.

Share
  • Link copied
المقال التالي