في سنة 2007، وخلال القمة الأيبيرية الأمريكية لرؤساء الدول، التي احتضنتها عاصمة تشيلي سانتياغو، وصف رئيس فينزويلا وقتها، هوغو تشافيز، رئيس وزراء إسباني السابق، اليميني خوسيه ماريا أثنار (الحزب الشعبي)، والذي كان قد قاد حكومة البلاد بين سنتي 1996، و2004، بـ”الفاشي”.
التصريح لم يعجب رئيس الحكومة الإسبانية آنذاك، اليساري خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو (الحزب الاشتراكي العمالي)، الذي طالب رئيس فينزويلا، بعدم تكرار هذه الألفاظ نهائيا، حيث قال: “يمكن أن أكون على النقيض تماماً من الناحية الإيديولوجية، ولن أكون الشخص المقرب من أفكار أثنار، لكنه انتخب من قبل الإسبان، وأطالب باحترام هذا”.
وطالب ثاباتيرو، تشافيز، بأن تكون هذه “المرة الأخيرة”، التي يصف فيها رئيس الوزراء الإسباني السابق بهذه الطريقة، مؤكداً على أن إسبانيا “تعتبر أنه من غير المناسب، وغير المقبول على الإطلاق، أن يكون هناك إساءة للأشخاص الذين تحملوا مسؤولية نتيجة للإرادة الشعبية”.
لم يكن رئيس الحكومة الإسبانية وقتها الوحيد الذي غضب لهذه التصريحات، بل إن الملك خوان كارلوس شخصيا، صرخ بعبارة: “لماذا لا تصمت”، موجها كلامه لتشافيز، الذي كان منغمسا في مهاجمة زعيم الحزب الشعبي، المنتخب لتوه رئيسا لحكومة إسبانيا.
يوم الأحد الماضي، حدثت واقعة، كرّر رئيس الأرجنتين خافيير مايلي، في كلمة له خلال فعالية نظمها “فوكس”، بمدريد، سلوكاً مشابهاً لتشافيز، حيث قال، بعدما وصف الاشتراكية بـ”المعلومة والمسرطنة” والداعية “إلى الموت”، إن زوجة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، “فاسدة”.
وعكس رد فعل اليساري ثاباتيرو، لم يحرّك “فوكس” ساكناً، بل إن الحضور من الإسبان، أيدوا تصريحات رئيس الأرجنتين المهاجمة لرئيس وزراء بلدهم، ليواصل مايلي تصريحاته اللاذعة: “يا لها من فئة من الناس وصلت إلى السلطة (يقصد سانشيز)، حتى عندما تكون لديه زوجة فاسدة، فإنه يصبح قذرا ويستغرق خمسة أيام للتفكير في الأمر”.
وردّا على ذلك، طالب حزب العمال الاشتراكي، من زعيم حزب الشعب، قائد المعارضة البرلمانية في البلاد، ألبرتو نونيز فييخو، بإدانة كلمات مايلي، بطريقة “واضحة وقوية”، منبهاً إلى “خطورة هذه التصريحات، التي تتطلب رد فعل قوي وفوري من كافة الأطراف السياسية”، والتي “لا يمكن أن يمر دون عقاب”.
أما المعني بالتصريحات، بيدرو سانشيز، فقد قال في تصريح لصحيفة “سينكو دياس”، إنه يدرك تماماً، أن “من تحدث بالأمس، لم يفعل ذلك نيابة عن الشعب الأرجنتيني العظيم. لكن يتحدث من نيابة عن الخطورة التي يمثلها هذا اليميني الأممي المتطرف”، متابعاً: “نحن دولتان شقيقتان، والاحترام بين الحكومتين غير قابل للتصرف”.
ولهذا السبب، يقول سانشيز: “طلبنا من الرئيس تصحيحًا عامًا، وبالتالي فإن الرد سيكون متوافقًا مع كرامة الديمقراطية الإسبانية “، مؤكداً على أن مايلي “لم يكن على مستوى” تصريحاته. منبهاً في السياق نفسه، في رسالة غير مباشرة إلى الحزب الشعبي، إلى ضرورة “الدفاع عن المؤسسات من الإهانات أو التشهر”.
وأمس الاثنين، أعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، عن استدعاء السفير الأرجنتيني لدى إسبانيا، لاستفساره عن الأمر، ومطالبته بـ”بإخبار خافيير مايلي بتقديم اعتذار علني”، مشدداً على أنه في حال لم يكن هناك “اعتذار علني”، فإن مدريد، ستتصرف بناء على ذلك.
تعليقات الزوار ( 0 )