شارك المقال
  • تم النسخ

خطة لإبعاد تبون عن الرئاسة وشنقريحة عن الجيش.. هل تنجح مساعي رجال “ربّ الدّزاير” في إعادة بناء الدولة الجزائرية؟

كشف تقرير إعلامي فرنسي، أن رجال الجنرال محمد مدين، المعروف بـ”رب الدزاير”، يحاولون العمل على تجاوز كافة الخلافات داخل المؤسسة العسكرية، لتجنّب انفجارها من الداخل.

وقال موقع “mondafrique”، إن رجال الجنرال محمد مدين، الملقب بـ”توفيق”، والمعروف بـ”ربّ الدزاير”، والذي يُعتبر الرئيس الحقيقي للجزائر في الفترة الممتدة من 1990 إلى 2015، عادوا إلى العمل.

المؤسسة العسكرية مهددة

ونقل المصدر عن رجل أعمال فرنسي مرتبط “ارتباطا وثيقا” بالجيش الجزائري، قوله، إن المؤسسة العسكرية مهددة بالانهيار الداخلي، بسبب استمرار عشائر الجيش، في تسوية الخلافات عبر الزج ببعضهم البعض في السجون”.

وأوضح أنه “ما لا يقل عن 30 جنرالاً يقبع اليوم في السجون. لا أحد يجرؤ على التحرك. من المُلحّ إيجاد توافق داخل الجيش وتوسيع القاعدة الاجتماعية للنظام الجزائري”.

سياسة تصفية الحسابات عبر السجون غير كافية

بمعنى آخر، يقول المصدر ذاته: “السياسة القمعية التي لم تتوقف منذ انطلاق الحراك قبل 3 سنات، وتصفية الحسابات داخل النخب، لم تعد كافية لضمان استقرار البلاد”.

وتابع أن المؤسسة العسكرية يقودها حاليا السعيد شنقريحة، وهو شخص تدرب على الطريقة القديمة في الاتحاد السوفيتي السابق، يتمتع برؤية أمنية صارمة لبلاده.

الجزائر مهددة من قبل “قوى معادية”

واسترسل أن جنرالات الجزائر، لديهم شعور بأن البلاد ستكون محاصرة من قبل قوى معادية، في مواجهة المغرب المعزز بعلاقات قوية للغاية مع إسرائيل والإمارات وأمريكا، وهذا، حسب الصحيفة، “ليس خطأ بالضرورة”.

وواصل المصدر، أن شنقريحة تخلص من الجنرال محمد قايدي، مؤخرا، وهو الخلفية المحتمل له، بسبب مواقفه الموالية للغرب والمعتدلة تجاه المغرب، خصوصا في ظل تعزيز تحالف الجزائر الاستراتيجي مع روسيا.

وأفاد تقرير “mondafrique”، أن شنقريحة، الذي يطارده شبح أحداث أكتوبر 1988، حين أطلق الجيش النار على الشباب الجزائري الغاضب، يبحث عن خارطة طريق ذات مصداقية، لا يمكن اختزالها في القتال ضد عدو داخلي.

شنقريحة يسعى لإعادة تشكيل وحدة الجيش

وسعى شنقريحة، وفق المصدر، منذ وصوله إلى رأس المؤسسة العسكرية في 2020، إلى إعادة تشكيل وحدة جيش اهتز على وقع عمليات التطهير المتتالية لسلفه الجنرال الراحل القايد صالح.

وكان القايد صالح، قد حاول القضاء على شبكات دائرة الاستعلام والأمن السابقة، وهي خدمة سرية قوية أنشأها الجنرال توفيق، الرجل القوي للنظام، الذي أطيح به في سنة 2015. بعدها سُجن الوفيق في 2019، قبل أن يطلق شنقريحة سراحه، ويُعيّنه في منصب استراتيجي.

عفو عام عن الجنرالات.. رحيل تبون وشنقريحة، خطة الجزائر الجديدة

ووفق المصدر، فإن رجال دائرة الاستعلام والأمن، الذين كانوا على دراية أكثر من الجنرالات المبيضين بحركات المجتمع الجزائر، يخططون لمناور جديدة لتحديد خريطة الطريق الخاصة بالسلطة، وهم يدفعون من أجل قفزة داخل المؤسسة العسكرية المهددة بالانفجار الداخلي.

ويقترح هؤلاء الرجال، إصدار عفو عامّ، وإنهاء “حرب العشائر”، والتواصل مع شخصيات سياسية معترف بها ولا يمكن تعويضها مثل وزير الخارجية السابق طالب الإبراهيمي، أو رئيس الوزراء السابق أحمد غزالي، وذلك من أجل “إخماد الخلاف بشكل أفضل”.

ويرى هؤلاء الأشخاص، أن الدولة مطالبة أيضا بـ”إعادة الخراف الضائعة للإسلاموية العنيفة إلى الوطن”، إضافة لثني الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، المسن، المتعب والمهمش، عن الترشح لولاية ثانية، كما أن هناك احتمالاً، يمكن أن يحدث، وهو دفع شنقريحة، للابتعاد، والتوجه نحو باريس لـ”عيش حياة سعيدة”، خلال ما تبقى من عمره.

وحسب المصدر نفسه، فإن وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة، اللامع، وذو الخبرة، القريب من دائرة الاستعلام والأمن السابقة، والمقرب من الروس كما الفرنسيين، يعتبر مرشحا مميزاً ليكون رئيسا للجزائر خلال المرحلة المقبلة.

عصابة الأربعة النسخة الجزائرية

واسترسل المصدر، أن 4 ضباط رفيعي المستوى، من المخابرات الجزائرية، يحاول كل منهم في دائرة نفوذه، “احتلال المجال السياسي”، والجنرال توفيق، الذي يستقبل الكثير من الناس في فيلته بحي سكني بالعاصمة الجزائرية، بصحبة الجنرال نزار وزير الدفاع السابق، يلعب دور “الأب الروحي” في هذه العملية.

الجنرلات الأربعة، عم العقيد جبار مهنا، الذي يدير مخابرات مركزية سرية مصممة خصيصا له، هو معاون سابق لتوفيق، والعقيد شفيق مصباح، مستشار دائرة الاستعلام والأمن السابق، ومستشار السؤون المحجوزة للرئيس تبون، واللواء عبد العزيز مجاهد، وهو أيضا عضو سابق في دائرة الاستعلام والأمن، ورئيس المخابرات العسكرية الجنرال سيد علي ولد الزميرلي، وهو من المقربين من رئيس الأركان الجنرال شنقريحة.

وفي ختام تقريرها، أكدت الجريدة، أنه “أكثر من أي وقت مضى، لا تزال صيغة الرئيس بومدين القائلة بأن الجيش هو العمود الفقري للدولة وخدمات النجاع الشوكي” قائمة، بشرط أن “تتحدث المؤسسة العسكرية بصوت واحد”، مردفةً: “إن نطاق العفو الذي سيصدر في 5 يوليوز المقبل، والذي يمكن، كما يقال أن يشمل الجنرال ترتاغ، الذي يوصفه بأنه كان “حفا قبور دائرة الاستعلام والأمن السابقة، وسيكون علامة قوية على قدرة النظام الجزائري على الصمود”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي