شارك المقال
  • تم النسخ

خطاب “الوزير اللاجئ”.. نقد ذاتي من قيادي في البوليساريو أم تهور غير محسوب؟

أثار خطاب ما يسمى بـ”وزير الأراضي المحتلة”، لدى البوليساريو الانفصالية، المصطفى سيد البشير، الذي طالب فيه أتباع “جماعة الرابوني”، بتقبل أنهم مجرد لاجئين فقط، معتبراً أن جميع مسؤولي الجبهة هم في آخر المطاف مجرد لاجئين لدى الجزائر، وليسوا دولة.

وكان القيادي في البوليساريو قد قال،خلال لقاء له مع أفراد الجالية الموالين للجبهة، بفرنسا، إن “حكومة المنفى لاجئة عند الجزائر، ووزير خارجيتها ولد السالك يقيم في العاصمة الجزائر بجانب وزير الخارجية الجزائري، ونفس الأمر بالنسبة للوزير الأول بشاريا بيون..”، مضيفاً: “نحن مجرد لاجئين”.

وأضاف: “لست بوزير عند منظمة غوث اللاجئين، بل مجرد لاجئ… أكذب على نفسي إن صدقت ذلك، يجب أن نكون واقعيين وأن نتواضع”، مردفاً:”إبراهيم غالي لاجئ… ومسجل باسم غالي سيد المصطفى، وليس برئيس عند غوث اللاجئين، هذا ضرب من الألقاب نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم”، مسترسلاً: “نحن نتسول، نعتاش على التسول عند الجزائر، وقد أفرطنا في التسول”.

وحول هذا الموضوع، قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، وهو ابن خالته مصطفى ولد محمد عالي ولد سيد البشير: “وإن كانت شهادتي في الرجل مجروحة بحكم القرابة بيننا، فشهادة كل من تابع تصريحاته بالأمس اتفقت كلها على أنه لم يقل غير الحقيقة التي لم يتجرأ حتى الساعة أي قائد على الاعتراف بها”.

وأضاف ولد سيدي مولود: “خاصة في ما يتعلق بحقيقة الدولة الصحراوية التي تطابق وصفه لها مع ما يقوله المغاربة دائما، وإن بصيغة حكومة في المنفى”، مردفاً: “حقيقة علاقة سكان المخيمات الأوائل بالجزائر ونظرتهم لها، خلافا لجيل هوس كرة القدم، الذين انتقد انتصارهم لفريق الجزائر ورفع رايته عوضا عن انتصارهم لفريق سلطانة ورفع رايتها”.

واسترسل: “لو أعاد ابن خالتي الاستماع لخطابه لوجد لأولئك الشباب العذر في علاقة والده وجده بالمغرب وقد قال إنهم لم يعرفوا من قبل غير المغرب. كما لا يعرف الجيل الثالث من البوليساريو غير الجزائر”، متابعاً: “أعتقد أن التصريح كسر الكثير من القيود المفروضة على الخطاب الصحراوي، فتح بابا لنقاش عميق داخل الساحة الصحراوية من أجل إعادة صياغة مشروع البوليساريو وتكييفه مع الواقع”.

وأردف أن “متطلبات المرحلة بما سيقربنا من الحل، إن وجد في النخب الصحراوية جرأة السيد الوزير اللاجئ”، متابعاً: “اعتراف ممثل أكبر نسبة من نازحي الصحراء إلى المخيمات بأن الكيان الحالي في تيندوف هو وهم، وأن التحالف مع الجزائر كان خيار ضرورة دفعت إليه بعض المظالم من طرف المغرب، هي مفاتيح لحل صحراوي مغربي، حتى و لو لم تقبل الجزائر”.

ومن جانبه، أوضح مصطفى واعراب في تعليقه على الموضوع: “أظنها صحوة ضمير من أخينا المصطفى ولد سيد البشير، وسواء كان الأمر تهورا أم جرأة، لكن يبقى الأهم أنه مهما كانت الخلافات بيننا، فحلها ينبغي أن يكون بيننا وبالحوار، ولا شأن للجزائر ولا غيرها في الخلافات بين أبناء الخيمة الواحدة”.

يشار إلى أن القيادي في الجبهة الانفصالية، انتقد وبشدة احتفال “الصحراويين” بفوز الجزائر بلقب كأس العرب، معتبراً أن المغرب أقرب إليهم من الجزائر، وأن جميع أجداده عاشوا في المملكة، كما أعرب عن “كرهه للجزائر”، التي فرضتها الظروف عليهم وجعلتهم يعيشون على التسول داخلها، حسب كلامه.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي