شارك المقال
  • تم النسخ

خطاب الملك لـ”عيد العرش” ينهي جدل تراجع المغرب عن مبادئه في دعم وحدة الدّول

بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الجدل الذي تسبب فيه تصريح عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، بعد مطالبته، خلال رده على تصريحات وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، في اجتماع لحركة عدم الانحياز، بتطبيق مبدأ تقرير المصير على الشعب القبائلي أيضا، الذي وصفه بأنه يعاني من أطول احتلال أجنبي، وضع الملك محمد السادس النقاط على الحروف.

وكان تصريح هلال، قد تسبب في جدل واسع حتى داخل المغرب، بعدما اعتبره العديد من المحللين السياسيين بأنه خروج عن مبادئ المملكة، التي وقفت طوال تاريخها ضد التقسيم، ومع وحدة الدول، حتى وإن كان الأمر يتعلق بالجزائر التي عملت على دعم الانفصال في الصحراء المغربية طوال أزيد من 45 سنة، إلى جانب أنه اعتبر من طرف الجارة الشرقية “تجاوزاً للخطوط الحمراء”.

واعتبر عدد من المحللين في تصريحات لجريدة “بناصا”، بأن المغرب، لن يدعم استقلال منطقة القبائل، وأن ما قاله سفيره الدائم لدى الأمم المتحدة، له سياق خاصّ متعلق بالرد على ما جاء على لسان لعمامرة، دون أي تبنٍّ للأمر، وذلك بالنظر إلى أن المملكة، لها خط دبلوماسي واضح في هذا الشأن، رافض للحركات الانفصالية، وضد تقسيم البلدان.

وبالرغم من مطالبة الخارجية الجزائرية لتوضيحات، وسحبها لسفيرها من الرباط، إلا أن المغرب لم يردّ على الأمر، وظل صامتاً، ليأتي الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، أمس السبت، بمناسبة الذكرى الـ 22 لعيد العرش، ويضع النقاط على الحروف، ويؤكد استمرار المملكة في الوقوف ضد زعزعة استقرار الجارة الشرقية، وأنها مع أمنها وطمأنينة شعبها.

وبخصوص الموضوع نفسه، قال المحامي نوفل البعمري، بعدما قام بمشاركة عبارة “لن يأتيكم أي شر من المغرب”، و”أمن الجزائر وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب”، اللتان وردتا في الخطاب، إن “هذه الجمل كافية لتؤكد أن وجهة نظرنا التي دافعنا عنها عندما قلنا إن هناك خطّاً دبلوماسيا مغربيا واضحاً، لا يمكن أن يدفعه لتبني استقلال القبائل”.

وذكّر البعمري في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، أن الخطاب الملكي في عيد العرش، ينتصر لهذا الطرح، ويؤكد أن موقف المغرب يظل ضد دعم استقلال القبائل، وينتصر للعقل والمستقبلر المشترك، قبل أن يتابع بأن الخطاب انتصر أيضا، لـ”الرسالة التي اتخذنا مبادرة توقيعها بين نخب مغربية وجزائرية لفتح معبر إنساني بين البلدين”.

يشار إلى أن هلال، كان قد ردّ على إقحام لعمامرة، في أول اجتمىاع رسمي له بعد توليه وزارة الخارجية الجزائرية خلفاً لسلفه صبري بوقادوم، قضية الصحراء المغربية في لقاء لحركة عدم الانحياز، على الرغم من عدم إدراجها في جدول أعماله، منبهاً في سياق ذلك إلى أن مبدأ تقرير المصير الذي تتبجح الجارة الشرقية بالدفاع عنه، لابد من تطبيقه أيضا على الشعب القبائلي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي