توجه مجموعة من أفراد الأسرة التربوية بانتقادات حادّةٍ لمؤسسة محمد السادس لنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، بعد التأخر الكبير في صرف منحة التعليم الأولي، التي تقدمها لفائدة أبناء وبنات رجال ونساء التعليم بالمغرب، وذلك لما يزيد عن الـ 3 أشهر، دون أن يتم تحديد موعد نهائيّ لصرفها.
وأعلنت المؤسسة أمس الإثنين، أنها قررت فتح فترة استثنائية ما بين الـ 15 من فبراير الجاري، وفاتح مارس المقبل، لفائدة المنخرطين الذين تعذر عليهم تقديم طلباتهم داخل الآجال المحددة والذين لديهم أطفال مسجلين حاليا بالمستوى الأول أو الثاني من التعليم الأول، وهو ما اعتبره أفراد المنظومة التربوية بسعي المؤسسة لكسب مزيد من الوقت.
وأعرب الأساتذة والأستاذات في تعليقهم على هذا التأخر، على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عن سخطهم من هذا الأمر، خصوصا أن العديد منهم قدموا طلباتهم خلال شهر أكتوبر الماضي، دون أن يتوصلوا بأي شيء، مطالبين المؤسسة بتحديد تاريخ واضح لموعد صرف المنحة، بدل ترك الأمر مفتوحاً على جميع الاحتمالات.
واعتبر أحمد انفوتش، بأن التمديد الجديد، “خطة ذكية من طرف المؤسسة لربح ثلاثة أشهر أخرى، بعدما كثر إلحاح المنخرطين عن تأخر صرف المنحة، ولو أحسنا الظنّ بالمؤسسة وأنها مهتمة فعلا بمن لم يتمكن من التسجيل، لقامت بالتسوية المالية للملفات الجاهزة وباقي الملفات يتم تسويتها كلما وصلهم ملف جاهز، فدراسة الملفات لا تتطلب كل هذه الشهور”، حسبه.
وطالب بنقطيب حيدالكو، بصرف منحة الأشخاص الذين قدموا طلباتهم خلال شهري أكتوبر ونونبر، بالموازاة مع تمديد آجال التسجيل لمن واجهتهم صعوبات في ذلك، بدل الإبقاء على الجميع في قاعة الانتظار، فيما أثار عثمان الحجاجي مشكل تنقيل الأبناء من مؤسسة قريبة ليس لديها مسار، إلى مؤسسة بعيدة، مع تحمل مصاريف إضافية على أمل التوصل بالمنحة غير أنه في الأخير ظلّ ينتظر لحد الآن.
واعتبر إدريس المهدالي، بأن خدمات مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعي للتربية والتكوين، سيئة، بعدما ظلّ ينتظر لأزيد من ثلاثة أشهر دون أن يحصل على منحة التعليم الأولي، في حين تساءلت فاطمة الزهراء، عن مصير الطلبات التي مرّ عليها ستة أشهر ولا جديد يذكر فيها سوى “في طور المعالجة”، على حد قولها.
وتساءلت ابتسام هارون: “ما الفائدة إذا كنّا مسجلين ولداتنا وعندنا شهادة مدرسية، وعندنا التوصيل ديال الأداء وأنتم تقولون الطلب مرفوض لابد من رقم مسار؟”، في حين ذهب مصطفى جناني، إلى أن المنطق، “يقتضي تعويض من كان ملفه كاملاً، وفتح فترة استثنائية لمن كان ملفه ناقصا”، قبل أن يبدي استغرابه من استمرار التمديد، وينهي تعليقه بالقول: “إنكم تتعاملون مع أساتذة عندهم كرامة”.
وشدد محمد مجامير، بأن خدمات مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، دون المستوى، مع وجود “تعتيم مقصود على المعلومة، وتأخير في الاستفادة من المنح، مقصود هو الآخر”، مردفاً: “إذا كان الأمر كما تقولون، افتحوا فترة استدراكية، وفي المقابل اصرفوا المنح بشكل متوازي مع العملية”، مسترسلاً بأن الوزارة أيضا تتحمل المسؤولية لأنها تساير المؤسسة في هذا الأمر.
وفي سياق متّصل، وجه مجموعة من الأساتذة والأستاذات، انتقادات شديدة لامتيازات المؤسسة الأخرى، المتعلقة بالسفر والتأمين الصحي التكميلي، معتبرين بأنهم لا يستفيدون نهائيا من المؤسسة، بسبب ضعف ومحدودية الخدمات التي تقدمها.
وأوضح متحدثون لـ”بناصا”، بأن أغلب الخدمات التي تقدمها المؤسسة، مرتبطة بشركات معينة، مثل النقل على متن الحافلات، والتي تتعامل فيها مع شركة لا تتواجد في الأغلبية القصوى من المدن المغربية، علماً أن الأسرة التربوية، التي تشتغل في المناطق النائية، والتي لا تتوفر على أيٍّ من خدمات المؤسسة، أكبر بكثير من نظيرتها المشتغلة بالمدن.
ودعا الأساتذة، المؤسسة، لتحسين خدماتها، وتوقيع اتفاقيات جديدة مع شركات النقل التي تمرّ من أغلب المدن المغربية، بدل الاكتفاء بجهة واجدة، لا تتواجد في أغلب مناطق المملكة، مع ضرورة تحسين خدمات التأمين الصحي التكميلي أيضا، إلى جانب التعامل بإيجابية مع طلبات قروض السكن، وتسريع وتيرة الاستجابة لها أيضا، حسبهم.
تعليقات الزوار ( 0 )