أفادت وكالة الأنباء المغربية أن أربعة انفجارات وقعت ليل السبت الأحد بمدينة السمارة، أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين، اثنان منهم في حالة خطيرة، طالت حي لازاب “ZAP” وحي السلام والحي الصناعي (انفجاران)، خلفت إصابات في بعض المواطنين بجروح خطيرة تلقوا الإسعافات الأولية قبل نقلهم إلى المستشفى بالعيون.
ورجحت عدة مصادر أن يكون مصدر الإنفجار بسبب قنينات غاز كانت مخزنة في إحدى بنايات الحي السالف ذكره، مما أدى إلى سقوط خزان للغاز من فوق سطح المنزل بالحي الصناعي وهو ماتسبب في سقوط قتيل وفي إصابة 3 جرحى، وقد توجهت لعين المكان مختلف المصالح الامنية والسلطات والوقاية المدنية المغربية.
وتزامن حادث الإنفجار مع إعلان جبهة البوليساريو الإنفصالية المعروفة بتاريخها الطويل في الادعاءات الكاذبة، بأنها استهدفت يوم أمس السبت مواقع القوات المغربية بقطاع المحبس، مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وأوضح الجبهة في “البلاغ العسكري رقم 900” أن مفارز متقدمة استهدفت بأقصاف عنيفة ومركزة منطقتي أكرارة الفرسيك والشيظمية، كما تم استهداف جنود بمنطقة أميطير لمخينزة بقطاع المحبس.
وأشارت في بلاغها، أن ميلشياتها ركزت هجماتها في وقت سابق مستهدفة مواقع مغربية بقطاعي السمارة و المحبس وبمناطق خنكة حورية وسبخة تنوشاد.
البوليساريو تستغل الحادث من أجل تنويم ساكنة المخيمات
وتعليقا على الموضوع، قال محمد شقير، الخبير المغربي في الشؤون العسكرية، إن البيان الصادر عن جبهة البوليساريو الإنفصالية يعتبر من ضمن عدة بيانات تعودت الجبهة على إصدارها للاستهلاك الداخلي وإقناع وتنويم ساكنة المخيمات بأن قواتها تخوض حربها مع القوات العسكرية المغربية.
وأوضح شقير في حديث مع جريدة “بناصا”، أن بيان جبهة البوليساريو الإنفصالية يحاول إستغلال انفجارات وقعت لأحياء بالسمارة ليضخم الأمر، ويصبح قصفا لمناطق تتموقع فيها قوات الجيش المغربي المرابضة على طول الجدار العازل بما فيها منطقة المحبس.
وأضاف أن وكالة المغرب العربي أشارت إلى انفجارات أدت إلى قتل شخص وجرح ثلاثة آخرين، وبالتالي يبدو من الصعب جدا تصديق أن قوات البوليزاريو قد قامت بأي قصف يمكن أن يصل إلى السمارة التي توجد على بعد عشرات الكيلومترات، وحتى في هذه الحالة كيف تم هذا القصف بدون أن تتحرك أجهزة الانذار وأسلحة الدفاع لتعقب هذه الصواريخ.
وأشار الخبير المغربي، أنه ينبغي التريث وانتظار تحقيقات السلطات المحلية التي ستكشف بلا شك أن الأمر قد يتعلق إما بانفجار صهاريج بمنطقة صناعية أو انفجار بعض الألغام التي كانت مزروعة في هذه المنطقة، ووفق ذلك سيتم تحديد نوعية الرد الذي يمكن اعتماده في حالة التاكد من حقيقة أي قصف أو تفجير.
توقيت الحادث ليس عاديا ويطرح أكثر من علامة استفهام
في سياق متصل، قال الإعلامي المغربي، محمد واموسي في منشور له على موقع “إكس” تويتر سابقا، إن هناك روايتان يجري تداولهما محليا، الأولى أن الحادث ناجم عن انفجار اسطوانات غاز كانت مخزنة في الموقع، والثانية أن ما جرى سببه ثلاث قذائف مجهولة.
وأضاف أن الصور والمقاطع المتداولة تظهر شطايا وحفر وتهشم زجاج بعض البنايات، إضافة إلى أضرار في سقف واحدة منها، ولا صحة للمزاعم التي روجت لها حسابات جزائرية عن استهداف مطار المدينة العسكري وقواعد عسكرية مغربية.
وأوضح واموسي، أن بعض الصور المتداولة من قبل حسابات جزائرية وانفصالية وحتى مغربية لا علاقة لها بما جرى في السمارة، فهي تعود لحادث قديم لاندلاع نيران في مستودع لأسطوانات غاز.
والحسابات الجزائرية والانفصالية التابعة لها، سارعت لتبني الحادث متحدثة عن إطلاق صواريخ هاون على المدينة، علما أن صواريخ هاون وهي من الأسلحة النارية القديمة مداها لا يتجاوز بين 40 حتى 50 كيلومتر، بينما المدينة تبعد عن الحدود الجزائرية بـ250 كيلومتر.
ومضى بالقول، أنه إذا كان الحادث سببه أسطوانات غاز كما يتم تداوله، فالموضوع سيتم معالجته على مستوى السلطات المحلية لضمان عدم تكراره مستقبلا، أما إذا كان السبب فعلا قذائف متوسطة المدى أطلقها تنظيم البوليساريو الإرهابي التابع للجزائر فهذا لن يمر مرور الكرام.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن توقيت الحادث ليس عاديا ويطرح أكثر من علامة استفهام، فهو وقع يوما قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار حول الصحراء المغربية جرت صياغته بما يخدم مصالح المغرب، ما أثار حنق الجزائر التي أوفدت وزير خارجيتها شخصيا للترافع عن البوليساريو (وليس عن غزة) في مجلس الأمن.
فتح تحقيق قضائي
إلى ذلك، أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، في بلاغ صحفي، أنه تم تكليف الشرطة القضائية المختصة بإجراء تحقيق قضائي بعد وفاة شخص وإحالة الجثة إلى المستشفى. إصابة ثلاثة آخرين إثر قصف مقذوف استهدف أحياء مدينة السمارة.
وبحسب بلاغ صحفي، فإن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، كلف فريق التحقيق بإجراء الخبرة الفنية والبالستية اللازمة لتحديد مصدر وطبيعة المقذوفات التي تسببت في مقتل شخص والمصابين. وتم نقل ثلاثة آخرين، بينهم اثنان في حالة حرجة، إلى مستشفى العيون لتلقي العلاج اللازم.
تعليقات الزوار ( 0 )