دافع عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية والتقنية المتتبعة لكوفيد 19 بالمغرب، عن السياسة التلقيحية المُعتمدة بالمملكة، معتبرا إياها سياسة ناجعة ساهمت في الحد من انتشار الوباء، كرد منه على المشككين في فعالية اللقاحات ومدى سلامتها من الذين خرجوا بالمئات في بعض المدن المغربية احتجاجا على قرار إجبارية الإدلاء بجواز التلقيح.
وأوضح عضو اللجنة العلمية أن لقاحات فايزر و سينوفارم و أسترازينيكا المستعملة بالمغرب، لم تتلق فقط الترخيص في حالة الطوارئ فقط بل تلقت ترخيصا كاملا من عدد مهم من الدول، وبين أن رحلة الحصول على ترخيص للقاح معين ليست بالسهلة ولا اليسيرة، بل يجب أولا القيام بالفصح عن مكوناته من خلال براءة الاختراع أو نشرها في مجلات علمية محكمة، وتجريبها بعد ذلك مخبريا وعلى الحيوانات بعد الحصول على رأي لجنة بيوطبية، ثم تأتي مرحلة الحصول على موافقة اللجان الأخلاقية والإدارات المؤطرة لاستعمال الأدوية من أجل الترخيص ببداية التجارب السريرية.
وأضاف الخبير ذاته في تدوينة نشرها على حسابة الشخصي “وهكذا تمر هذه الأدوية و اللقاحات إلى المراحل السريرية الثلاث للتأكد من سلامتها ونجاعتها بتأطير من إدارات الأدوية بين كل مرحلة وأخرى، وخلال هذه المرحلة يطلب من كل متطوع توقيع تصاريح “الموافقة الحرة والمستنيرة للمشاركة في التجارب”، وبعد دراسة نتائج المرحلة الثالثة وكل بيانات السلامة و النجاعة يمكن أن يرخص للدواء أو اللقاح رسميا آنذاك”.
وأبدى إبراهيم استغرابه أمام استمرار التشكيك في سلامة اللقاحات، خاصة وأن المتتبع لما يجري سيعلم أن اللقاحات المعتمدة في المغرب لديها ترخيص كامل وليس مجرد ترخيص للطوارئ، كما استغرب أيضا من مطالبة البعض بالحصول على تصاريح المرضى المُعلِنة عن موافقتهم على أخذ اللقاح وكأن العادة هي أن كل طبيب يطالب مريضه بذلك وهو يناوله وصفة عقار أو لقاح مرخص به.
وتأسف عضو اللجنة العلمية من وصف البعض للمغاربة الملقحين بالقطيع، معتبرا أن إقدام أزيد من 80 بالمائة من المواطنين لتلقي جرعات اللقاح هو دليل على اقتناعهم التام به وثقتهم العالية ببلدهم، واستجابة لنداء وطنهم وملكهم، معتبرا أن الملقحين قد ساهموا ومازالو يساهمون في الاستقرار الصحي لهذا البلد وفي ضمان أمنه الصحي في ظرفية وبائية حرجة كالتي يعيشها العالم منذ ما يقرب عن السنتين.
وأضاف إبراهيمي أن ما يفند ادعاء المشككين في سلامة اللقاحات هو العدد المهم من الجرعات التي تم طرحها في العالم، والتي قاربت 7 ملايير جرعة، وهو ما رآه تأكيدا على أن المسألة لا تتعلق بمجرد تجارب سريرية وإنما هي لقاحات قد تم التأكد من سلامتها، معتبرا في الآن نفسه أن الإشكال الحقيقي يكمن في الحوار التلقيحي الذي يجري اليوم، والذي تغيب عنه أدنى شروط الموضوعية والعلمية والاحترام.
تعليقات الزوار ( 0 )