شارك المقال
  • تم النسخ

خبير: المغرب عَوَّلَ على حكومة إسبانية هَشَّة.. وهذه ثلاثة سيناريوهات للعلاقات بين البلدين

تمر إسبانيا منذ الإطاحة بحكومة ماريانو راخوي اليمينية في سنة 2018 بحالة من عدم الاستقرار السياسي في ظل وجود حكومة ائتلافية متجانسة إيديولوجيا، لكنها عاشت وعلى مر الأربع سنوات الأخيرة بعدة أزمات داخلية.

وكانت الحكومة الإئتلافية تتكون من “الحزب الاشتراكي” و”حزب بوديموس اليساري الرادكالي”،ولكنها كانت لا تتوفر على أغلبية برلمانية مما كان يضطرها لتمرير الموازنة العامة إلى دعم خليط من الأحزاب القومية والانفصالية التي كانت في المقابل تحصل على تنازلات سياسية.

سعيد إدى حسن، المحلل السياسي والباحث الأكاديمي بجامعة كومبلوتنسي بمدريد، يعتبر أن “هذا هو حال حكومة بيدرو سانشيز التي أبرم معها المغرب اتفاقا استراتيجيا وورقة طريق لدعم استقرار العلاقات بين البلدين.

وأضاف الخبير المغربي، في حديث مع جريدة “بناصا”، “أن حكومة الرباط جلبت من خلال هذه العلاقات الثنائية، الاستقرار ومزيد من التعاون في شتى المجالات، وبخاصة في مجال محاربة الهجرية السرية والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى باقي مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري”.

وفي المقابل، يردف المتحدث ذاته، غيرت حكومة سانشيز موقف إسبانيا وأصبحت تدعم مقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كحل لنزاع الصحراء، باعتباره “حلا أساسيا ووحيدا لنزاع الصحراء”، ومؤكدة الاحترام التام للوحدة الترابية للمغرب”.

ولفت إلى أن” الحزب الاشتراكي مني، ومعه كل الأحزاب اليسارية بهزيمة كبيرة في الانتخابات المحلية، مما ينذر بخسارة كبيرة في الانتخابات البرلمانية التي كانت مرتقبة في شهر نوفمبر المقبل مما اضطر سانشيز إلى الإعلان عن حل البرلمان وتنظيم انتخابات عامة سابقة لأوانها في شهر يوليوز المقبل”.

مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية والسيناريوهات المحتملة

ووضع المحلل السياسي والباحث الأكاديمي بجامعة كومبلوتنسي بمدريد، ثلاثة سيناريوهات محتملة، قائلا: “إن فوز الحزب الشعبي بالانتخابات البرلمانية المقبلة سيؤثر حتما على مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية وهناك ثلاثة سيناريوهات محتملة”.

وبالنسبة للسناريو الأول، يضيف إدى، “فهو فوز الحزب الشعبي بالأغلبية المطلقة وهو أمر صعب المنال في ظل البلقنة التي أصبح يعرفها المشهد السياسي الإسباني، فستكون للحزب حرية أكبر لإعادة التفاوض مع المغرب بشأن بنود خارطة الطريق المبرمة بين المغرب وحكومة سانشيز”.

أما السيناريو الثاني، “هو أن يضطر الحزب الشعبي للتحالف مع حزب فوكس العنصري بصفته ثالث قوة سياسية في البلاد، وفي هذه الحالة سيعمل هذا الأخير على الضغط للحصول على تنازلات أكبر من المغرب بخصوص ثغري سبتة ومليلية المحتلين وقضية مكافحة الهجرة السرية كما سيطالب بالتضييق على المهاجرين المغاربة المتواجدين بصفة غير قانونية في إسبانيا كورقة ضغط على المغرب الشيء الذي سيدخل العلاقات بين البلدين في أزمة ربما ستكون الأخطر على الإطلاق”.

وأشار المصدر ذاته، إلى السيناريو الثالث “هو أن تتحرك لوبيات المصالح الاقتصادية والأمنية بين البلدين لتثبيت المكاسب التي تحققت خلال السنة الأخير وقطع الطريق أطراف خارجية، وأخص هنا بالذكر الجزائر، لمنعها من استمالة الحكومة اليمينية المحتملة باستعمال إغراءات اقتصادية وإمدادات سخية بالغاز والبترول لدفعها للتراجع عن دعم الموقف المغربي من نزاع الصحراء”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي