قال علي الشعباني أستاذ علم الاجتماع، إن مجموعة من الظواهر الاجتماعية المصاحبة للحجر الصحي عادية ومتوقعة، لكن هناك مظاهر إيجابية لهذا النوع أسماها بـ”الإقامة الجبرية”.
واعتبر الشعباني في تصريح لموقع “بناصا”، أن الاستهلاك والاقبال على نقاط البيع سواء الأسواق الكبرى أو المحلات التجارية بالأحياء أمر طبيعي نتيجة لإحساس بالخوف والرعب بعد الحجر الصحي.
وتابع الشعباني أن الخوف من المجاعة أكثر من الخوف من العدوى نتيجة خلق تجمعات بالأسواق الكبرى هاجس استولى على مجموعة كبيرة من الناس، وأوضح أن هذه المجموعة تنخرط في اقتناء مواد أكثر من الحاجة في غياب استحضار للآخر، وهذا كله نتيجة غياب للتفكير العقلاني والوعي بمخاطر التجمعات التي تكون بؤرا لنقل العدوى.
وقال الشعباني إن هذه الظاهرة لم تكن خاصة بنوع معين من الطبقات الاجتماعي أن نموذج محدد للأحياء بل انتشر في جل الأحياء، وذلك دون استحضار تطمينات السلطة بتوفر المواد الغذائية، وضمان مؤسسات عدة بالدولة للتزود اليومي للأسواق.
وخلص الشعباني لكون الظاهرة نتجت عن غياب الوعي وتغييب العقل وعدم استحضار الآخر، معتبرا أن ارتفاع العدد بالتجمعات يعود للجهل بطبيعة المرض.
وعن التخوفات من ارتفاع العنف المنزلي خلال فترة الحضر قال الشعباني إن الجزم بهذا الارتفاع غير مسنود لإحصائيات تجعله مؤكدا، لكنه متوقع وله أسباب متعددة مثل الغضب وظهور أمراض نفسية سابقة كانت نائمة، أو نفاذ الصبر بسبب إمكانية طول مدة هذا الحجر.
واستدرك الشعباني قائلا إنه ينبغي الانتباه لإيجابيات الحجر الصحي على الأسر والعائلات حيث لأصبح الاعتناء بكبار السن ضرورة، والحرص على مشاركة الزوج لزوجته في الأعمال المنزلية واقع يتم تداوله بالعديد من وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنه فرصة للعديد من الآباء لعيش اليوم بطوله مع الأبناء عوض قضاء اخر اليوم فقط معهم، خلال الأيام العادية حيث كانوا يقضون مجمل وقتهم في المدارس.
وأضاف المتحدث ذاته، إن مجموعة من الأفراد جعلوا من الحجر الصحي فرصة لإطلاق عمليات اهتمام وترميم لبيوتهم وإنجاز أعمال وأشغال متأخرة، فيما انطلق اخرون في استغلال الوقت للتواصل مع العائلة والأصدقاء عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي.
وتابع الشعباني إنه لا يفضل التهويل من الحديث عن عنف منزلي متوقع، موضحا أن إجراءات الوزارة الوصية تدخل في باب التعامل الاستباقي مع الأزمات قبل وقوعها وليس جزما بتحققها في الواقع.
تعليقات الزوار ( 0 )